الدوحة ـ قنا
تستهل المسرحية القطرية "العرض الأخير" فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان المسرح العربي الذي تحتضنه الدوحة وتنظمه الهيئة العربية للمسرح الخميس الذي يوافق اليوم العربي للمسرح على خشبة مسرح قطر الوطني.
ويستمر المهرجان الذي يشارك فيه 300 مسرحي خليجي وعربي حتى الثلاثاء الجاري بمشاركة تسعة عروض مسرحية تقام على مسرحي قطر الوطني والدراما بكتارا، وتم اختيار هذه العروض من بين ستة وتسعين مسرحية عربية تنافست لتصل إلى هذا العدد في النهاية للمنافسة على جائزة القاسمي للمسرح، وتمثل العروض دول قطر والكويت والامارات ولبنان والعراق والمغرب والجزائر وتونس.
وأكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث ان احتضان الدوحة لهذا العرس الثقافي الفني والحضاري سيعزز مسيرة المسرح القطري، كما انه يوطد أواصر التعاون مع بقية المعنيين في وطننا العربي الكبير الذي يعج بالموهوبين.
وأضاف في كلمة له تضمنها كتاب المهرجان ان هذا المهرجان يعد رافدا هاما للحراك الثقافي المسرحي وعاملا معززا للتنمية الثقافية والفكرية في بلادنا مشيرا إلى أن احتضان الدوحة لهذا الحدث ينسجم مع الاستراتيجية الثقافية للدولة ولذا كان القرار بفتح مكتب في الدوحة للهيئة العربية للمسرح التي تعمل تحت مظلة اليونسكو لمد جسور التواصل بين المسرحيين القطريين ونظرائهم في العالم.
وقال سعادة السيد مبارك بن ناصر آل خليفة، الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، خلال مؤتمر صحفي اليوم إن احتضان الدوحة لهذه النسخة لهذا المهرجان المهم يأتي تأكيدا على رعاية القيادة الحكيمة للثقافة بمختلف مجالاتها، كما يؤكد ثقة الهيئة العربية للمسرح وثقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة وراعي المهرجان في المكانة الثقافية للدوحة كعاصمة للثقافة العربية.
وأضاف الأمين العام لوزارة الثقافة أن دولة قطر تحرص دائما على ان تكون سباقة في الدفع بما يشجع الابداع العربي والثقافة العربية في مختلف المجالات ومنها المسرح نظرا لأهميته الثقافية والفنية، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة والفنون والتراث تبذل كافة جهودها لانجاح المهرجان.
وعن المشاركة القطرية في المهرجان ومعايير اختيار العمل المشارك ، قال إن قطر تشارك بمسرحية "العرض الأخير" من اخراج وبطوله الفنان فالح فايز، منوهاً بأن سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث رأى ضرورة مشاركة مسرحيات أخرى غير "البوشية" التي حصدت العديد من الجوائز في المهرجانات المسرحية الخليجية والعربية، وذلك لاتاحة الفرصة للابداعات القطرية الأخرى وتوسيع دائرة المشاركة والابداع ،منوها بأن الأهم هو نجاح المهرجان.
وحول سبب اختيار الدكتور حسن رشيد من قطر للتكريم أكد رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان المسرح العربي الخامس أن دوره في دعم الحركة المسرحية نقدا وابداعا مشهود بل وفي العالم العربي كواحد من اهم النقاد المسرحيين ، وإن كان هناك كثر يستحقون التكريم فالمناسبات القادمة سوف تشهد تكريم كافة الرواد ومنها في مارس المقبل حيث انطلاق مهرجان المسرح المحلي.
ومن جانبه قال الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الجهة المنظمة لمهرجان المسرح العربي، "خلال المؤتمر الصحفي: إن اختيار الدوحة لاحتضان هذه الفعالية الكبرى بعد اربع سنوات من هذا المهرجان لتكون وقفة وفاصلة كبرى في مسيرة المسرح العربي معتمدين على النجاحات التي حققتها الدوحة ومازالت في كافة الفعاليات الكبرى آملين ان تنطلق هذه الدورة للمهرجان نحو آفاق ارحب وتأصيل حقيقي للحركة المسرحية العربية .
وأضاف أن اللجنة اختارت المسرحيات التي ستشارك وتتنافس على الجائزة بعد أن تمت مشاهدة كافة العروض العربية التي قدمت حيث تم ترشيح 96 مسرحية وشكلت لجنة لمتابعة هذه الأعمال ، وتم اختيار 40 مسرحية منها ثم شكلت لجنة أخرى لاختيار أهم الأعمال التي تتنافس على جائزة الشيخ الدكتور سطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي للعام 2013 هي المسرحيات، المغربية "تمارين في التسامح" والجزائرية "امرأة من ورق" والتونسية "انفلات" واللبنانيتان "ياما كان" و"الديكتاتور"، بالاضافة إلى المسرحية العراقية "باسبورت" والكويتية "مندلي" والإماراتية "صهيل الطين"، فضلاً عن العرض الذي اختارته قطر ليمثلها بصفتها الدولة المضيفة لهذه الدورة طبقا لنظام الهيئة وهي مسرحية "العرض الأخير".
وأوضح امين عام الهيئة العربية للمسرح أن لجنة تحكيم المرحلة النهائية ستختار المسرحية الفائزة والتي ستنال التكريم في افتتاح أيام الشارقة المسرحية لعام 2013، إضافة إلى جائزة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي تبلغ قيمتها المادية 100 ألف درهم.
وعن سبب قلة عدد المسرحيات المتنافسة لتمثيل المسرح العربي ، قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إننا نسعى لتأسيس مسرح قادر على الاستمرار وهناك شروط ومعايير موضوعية تم التوافق عليها لاختيار العروض المتنافسة بعيدا عن اى مجاملات ليكون المهرجان احتفاء بالمنجز الحقيقي مسرحيا في العالم العربي وهذا اهم ما يميز المهرجان لأننا يهمنا التجويد وليس العدد فقط .
وردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية (قنا) حول مدى وجود استراتيجية في الهيئة العربية للمسرح للنهوض بمستوى المسرح الفكرى والثقافي ليكون له جمهوره الواعي الذي يدرك أنه يدفع ثمنا لمعرفته مثل باقي روافد الثقافة بدلا من التوجه للمسرح التجاري الذي يعتمد على الربح المادي فقط دون رسالة.
وقال ان الهيئة وبعد اربعة اعوام من الانطلاق توقفنا لتقييم اعمالنا بالفعل وما تحقق وما يمكن أن يتحقق على أرض الواقع لنقدم استراتيجية واضحة للتنمية المسرحية شارك فيها 350 من المسرحيين العرب حيث بحثوا في مختلف قضايا المسرح وهو ما سيتم اعلان نتائجه في مؤتمر صحفي هنا في الدوحة صبيحة انطلاق المهرجان الخميس والتي تنص على انشاء خارطة طريق علمية موحدة تنطلق كافة الدول العربية من خلالها لبناء مستقبل أفضل للمسرح العربي".
وعن جديد المهرجان هذا العام، قال أمين عام الهيئة العربية للمسرح هو المكرمة التي أطلقها سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة والرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح لأفضل عمل مسرحي عربي وقيمتها 100 ألف درهم، لذلك فقد أصبحت المعايير والشروط مختلفة للمشاركة في هذا المهرجان.
وبين ان المهرجان يشهد عددا من الفعاليات الاخرى منها ندوات فكرية مثل "همزة وصل" المسرح في قطر ريادة وتجارب وندوة اي ربيع للمسرح العربي في ظل الربيع العربي بالاضافة إلى ورش مسرحية منها ورشة الأزياء المسرحية شخصيات دلالية ومعرفية" و "العرائس والعرائسي"و "النص المسرحي ما بعد التأليف" للكبار واخرى للأطفال فضلا عن الندوات التطبيقية المصاحبة للعروض المتنافسة في المهرجان.
وأشار إلى أن المهرجان يكرم كل عام في الدولة التي يقام فيها شخصية مسرحية أثرت في الحراك المسرحي من كل دولة عربية، لافتاً إلى أنه هذا العام سيكرم المهرجان من دولة قطر الناقد المسرحي دكتور حسن رشيد ، منوها بأن النسخة الخامسة لمهرجان المسرح العربي سوف تشهد هذا العام لأول مرة تكريم سيدات المسرح العربي، حيث ستكرم 16 سخصية نسائية رائدة في مسيرة المسرح العربي، من بينها هدية سعيد من قطر، و فتحية العسال ونهاد صليحة من مصر، ومن الكويت سعاد عبدالله ومريم الصالح، ومن عمان أمينة عبد الرسول ومن تونس زهيرة بنت عمار ومن لبنان راندا الأسمر ومن البحرين أحلام محمد ومن فلسطين سامية قزموز بكري ومن العراق سمر محمد ومن الامارات سميرة أحمد ومريم سلطان ومن الجزائرصونيا ومن السودان فايزة عمسيب ومن السعودية ملحة عبدالله .
وعن شروط وأحكام جائزة القاسمي ، قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إنها تتمثل في أن يكون الإنتاج المسرحي عربي المنشأ والمضمون والوسائل وأن يكون ضمن إنتاجات الفترة بين مطلع أكتوبر 2011 ومطلع أكتوبر 2012 ، بالاضافة إلى أن يعكس العمل المسرحي هما من هموم الإنسان العربي، حيث يفضل أن يكون النص باللغة العربية الفصحى تأليفاً خالصاً وليس اقتباساً أو تناصاً لأعمال أخرى عربية أو غير عربية.
و قال الدكتور حسن رشيد، المنسق العام للمهرجان والشخصية المكرمة هذا العام من قطر إنني اتوجه بالشكر لوزارة الثقافة على الاختيار وان كان هناك من يرافقني رحلة المسرح القطري وهم كثر بذلوا جهدا كبيرا لتطوير والنهوض بالمسرح القطري سواء كتابة او إخراجا او تمثيلا أو أي من نواحي الابداع معتبرا ان تكريمه إنما هو تكريم لجيله.
هذا وستقوم وزارة الثقافة على هامش فعاليات مهرجان المسرح العربي بطباعة العديد من الكتب التي تتناول المسرح القطري، بالإضافة إلى تقديم الفنان المسرحي القطري جاسم الأنصاري لدراسة عن بعض الأعمال المسرحية القطرية، فضلاً عن تنظيم معرض خاص يضم صورا للفنانيين المسرحيين منذ نشأة المسرح في قطر،كنوع من تأريخ الحركة المسرحية القطرية.
أرسل تعليقك