زبيبة والملك تستعرض حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي
آخر تحديث GMT18:48:57
 لبنان اليوم -

"زبيبة والملك" تستعرض حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "زبيبة والملك" تستعرض حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي

دمشق - سانا

زبيبة والملك واحدة من أهم المسرحيات الشعرية التي كتبها الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد خلال مسيرة حياته الأدبية العريقة والطويلة وهي تحاول أن تسقط كثيرا من أفكارها على حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي في فترة ما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق إلى لحظة وقوعه. موضوع زبيبة والملك كان محور نقاش في المنتدى الشبابي في مركز ثقافي جرمانا يوم الخميس الماضي حيث رأت مديرة المنتدى إيمان حوراني أن المسرحية جاءت بشكل فني رفيع المستوى تحمل في أسلوبها أكثر من جنس أدبي فالشعر هو قوامها الأساسي كما أخذت شكل الرواية التي تحمل قصة درامية في مضمونها تتطور أحداثها وتتميز بالتشويق والإثارة إلى أن تصل إلى خاتمة تليق بالمستوى الفني للمسرحية إضافة إلى المعاني التي تحملها وهي تساهم في تنمية الحالة الاجتماعية وتوطيد العلاقة بين الشعب والمسؤول والإخلاص الذي يعتبر أهم مقومات النجاح الاجتماعي والتطور الإنساني والحضاري. فيما ناقش تمام الضو عضو المنتدى الشبابي البنية التكوينية للمسرحية وما تحمله من معان قصدها الكاتب ليؤدي دورا إيجابيا وتربويا وسلوكيا في تنمية العلاقة التبادلية بين فئات الناس وصولا إلى تكوين نص يشبه إلى حد كبير ما دار في العراق وما نجم عنه من تحولات. وأضاف الضو أن مسرحية زبيبة والملك تنتمي إلى الفن المسرحي الشعري وهو نادر ودخل على يدي مارون النقاش الذي قدم مسرحية شعرية في مصر عام 1848 وعنوانها البخيل ومنذ ذلك الوقت راح هذا الفن يشهد تطورا وانتشارا خفيفا وبرغم ذلك كانت هناك مسرحيات لكبار الشعراء مثل أحمد شوقي صاحب سبع مسرحيات شعرية ومحمد عبد العزيز شنب الذي قدم آخر مسرحية شعرية له عام 1999 لافتا إلى أن مسرحية عبد الرزاق عبد الواحد هي عبارة عن قصص متداخلة وإن كان زمانها قبل الديانات وفي عصر قديم إلا أنها نجحت في إسقاط ما جاءت به على واقع العراق. في حين رأت هند الراضي احدى المشرفات على المنتدى الشبابي أن دور العجوز في المسرحية يعبر عن تقديم العبر والمواعظ والحكم التي يجب أن تصل للأحفاد وتمر عبر التاريخ حتى يتلافى الأبناء في المستقبل ما ارتكبه الآباء والأجداد من أخطاء. بينما قالت الدكتورة سماهر مليكة إن موت زبيبة بطلة المسرحية هو مصدر للجدل والخلاف لأنها جذوة خير في بنية المسرحية وهذا قد يكون مؤشرا خطرا في حال مات الخير إلا أن زبيبة التي تعتبر من الدلالات الممثلة للشعب أيضاً هي دلالة على وجود المحبة التي كانت تعمل هي على زرعها بالملك. في حين قال الباحث ضرار أبو شعيرة إن الجماليات الفنية لمسرحية زبيبة والملك تكمن في البناء الدائري الذي يشجع القارئ على إعادة القراءة مرات عدة لما يشعر به من إثارة وتشويق إضافة إلى أن الشعر المسرحي جعل التماسك والترابط الموضوعي بدءا من المقدمة إلى النهاية كما أن تطورا في مجريات الأحداث عبر الزمان والمكان والشخوص أدى إلى ارتقاء الهدف ليصل إلى أزمنة متخلفة عبر التاريخ. وأشارت المدرسة ميادة الحكيم إلى أن المسرحية تدل على أكثر من معنى فهي رمز للشعور بالقهر والظلم والدفاع عن الحق لأن زبيبة هي رمز للكرم كما أنها تمثل الشعب فهي لم تتزوج الملك برغم كل الود الذي كان بينهما وبصفتها تمثل الشعب في سياق الرواية وأحداثها. كما أن حالة الاغتصاب التي تعرضت لها زبيبة من زوجها وهو متنكر بغية إهانتها ودون أن يدعها تعرف شكله هو إيحاء بوجود خونة في الوطن يمكن أن يؤثروا عليه مقابل وجود أوفياء يضحون بحياتهم من أجل الوطن كما فعلت زبيبة التي ماتت من أجل إحياء الملك عندما آمن بالمواطن والإنسان. وبينت روجية قاروط عضو المنتدى الشبابي أن المسرحية تتمحور حول شخصيتين رئيسيتين هما زبيبة التي تمثل الشعب والقيم والأخلاق والملك الذي يمثل السلطة والبعيد عن شعبه حيث تربط بينهما علاقة حب عذرية بعيدة عن الشهوات تقوم على الصدق والاهتمام المتبادل وعلى القيم الأخلاقية لأن زبيبة كانت تحاول دائماً أن تقرب الملك من شعبه محافظةً على أخلاقها وقيمها كما أنها كانت تحافظ أيضاً على زوجها الذي يدعى خوان والذي تزوجته بسبب العادات التي فرضت عليها لإنقاذ والدها من الدين الذي كان خوان يطالبه به دائماً بعد أن استقرضه منه مما يدل على أن المسرحية هي بناء فني يعالج عدداً من القضايا الاجتماعية والإنسانية والسياسية. يذكر أن الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد صدرت له اثنتان وأربعون مجموعة شعرية منها عشر مجموعات للأطفال كما حصل على وسام بوشكين في مهرجان الشعر العالمي في بطرس بورغ عام 1976 والميدالية الذهبية في مهرجان ستروكا في يوغسلافيا كما جرى تكريمه ومنحه درع دمشق عام 2008 بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية حيث شغل أيضاً عدداً من المناصب الثقافية والإعلامية والأدبية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زبيبة والملك تستعرض حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي زبيبة والملك تستعرض حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 05:53 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
 لبنان اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:34 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 لبنان اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 06:48 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج الميزان لشهر أكتوبر / تشرين الأول 2024

GMT 10:20 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

معرض الجبل للفن برعاية حركة لبنان الشباب

GMT 21:10 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 06:05 2024 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي الإنكليزي يتصدًر قائمة أفضل 10 أندية فى العالم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 12:31 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

أفضل أنواع الماسكارا المقاومة للماء

GMT 17:22 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon