السودان يناقش مع فرنسا معالجة ديونه الخارجية
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

السودان يناقش مع فرنسا معالجة ديونه الخارجية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - السودان يناقش مع فرنسا معالجة ديونه الخارجية

الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق

اختتم وزير الخارجية السوداني علي كرتي، الثلاثاء، زيارة إلى باريس، حيث احتلت قضية ديون السودان حيزًا من محادثاته مع المسوؤليين الفرنسيين، بعد أن وصلت إلى مايقارب 45 مليار دولار أميركي, حسبما ذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية السفير العبيد أحمد مروح. وقال الخبير الاقتصادي ووزير الدولة السابق في وزارة المال السودانية، البروفسير عز الدين إبراهيم، في تصريحات لـ"العرب اليوم"، إن "طلب وزير الخارجية السوداني استند على مبادرة أطلقها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتي تقضي إعفاء الدول المثقلة بالديون، وتقوم فكرتها في الأساس على وصول الديون الخارجية إلى حجم يصعب أن تسدده الدولة كما في حالة السودان، وقد استفادت بعض الدول من المبادرة من بينها أوغندا، ورغم أن السودان من الدول المؤهلة للاستفادة من المبادرة، إلا أن الذي يحدث هو أن الولايات المتحدة الأميركية ظلت تعارض سرًا وعلانية إعفاء ديون السودان لأسباب سياسية بالدرجة الأولى". وأضاف البروفيسير إبراهيم أن "نادي باريس، وهو تجمع للدول الغربية الدائنة، لابد من أن تتقدم دولة عضو فيه بمبادرة تدعو فيها الدول الدائنة لعمل شئ في أمر الديون، بإعفائها جزئيًا أو كليًا، وكلا الأمرين يتم في الغالب وفق شروط معينة، قد تكون شروطًا اقتصادية أو سياسية، فالشروط الاقتصادية لن تبتعد عن مطالبة الحكومة السودانية بتبني سياسات أو إصلاحات اقتصادية من بينها رفع الدعم عن السلع، أما الجانب السياسي فهو في الغالب لن يتعدى الحديث عن قضايا مثل  إطلاق الحريات وإشاعة الديقراطية وحقوق الإنسان، وجميع هذه القضايا ظلت محطات خلاف بين السودان وهذه الدول منذ سنوات"، موضحًا أن "الديون تبلغ في الاصل 11 مليار دولار، تضاعف حجمها بسبب جزاءات فرضت عليه في ما بعد". وعن أثر تراكم هذه الديون على الاقتصاد الكلي في السودان، أكد وزير المال السوداني الأسبق (أول وزير للمال في حكومة عمر البشير) الدكتور سيد علي زكي، أن "أول الأثار وأخطرها هو حرمان السودان من الحصول على المزيد من القروض التي تقدمها الدول والمؤسسات المالية الدولية، وأن معالجة قضية ديون بلاده  من القضايا الشائكة والمعقدة بالنظر إلى الظروف الأمنية وصراع المركز والهامش المحتدم منذ سنوات، لكنه عاد وقال إن "هناك دول عانت من المشكلة نفسها مثل الهند، لكنها اعتمدت سياسات اقتصادية متقدمة ساعدتها في عبور أزمة الديون". وأضاف الدكتور زكي في حديث لـ"العرب اليوم"، أن "المطلوب من الحكومة السودانية بغض النظر إن عولجت هذه القضية أم لم تعالج، مراجعة الأداء الاقتصادي  واتباع سياسة التقشف بدرجة متوازنة حتى لا تؤثر السياسة على القطاعات الإنتاجية والطبقات الضعيفة، وتتسبب في مشكلات من نوع آخر"، موضحًا أن معظم الديون تعود إلى سنوات سابقة وغالبها بسبب جزاءات فرضت على السودان، لأنه لم يسدد أقساط الديون بشكل منتظم، وقد صرفت هذه القروض في حينها، في مشاريع تعثرت في ما بعد، منها صناعية وزراعية ومشاريع الري". يُشار إلى أن الحكومة السودانية قد راهنت على تطور إيجابي في قضية معالجة ديونها الخارجية، عقب انفصال جنوب السودان العام قبل الماضي، وبخاصة أنها  تلقت إشارت بإمكان إتمام ذلك، لكنها لم تحصل على شئ إيجابي حتى الآن، كما تم الاتفاق على تحرك مشترك بين السودان والجنوب تلعب فيه جوبا دورًا محوريًا بمحاولات إقناع الدول الغربية والدائنة للسودان، بتفهم ظروف البلاد الاقتصادية ومساعدته في حل القضية، إلا أن خلافات البلدين حول قضايا أخرى جعل من هذا التحرك أمرًا معقدًا في حد ذاته، حيث تشترط جوبا على الخرطوم تقديم تنازلات في قضايا خلافية أخرى مقابل مشاركتها في التحرك الدولي لصالح إعفاء ديونه الخارجية، وهكذا تختلط السياسية بالاقتصاد في السودان.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان يناقش مع فرنسا معالجة ديونه الخارجية السودان يناقش مع فرنسا معالجة ديونه الخارجية



GMT 16:08 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير فيصل بن فرحان يترأس وفد السعودية في قمة "بريكس بلس"

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon