الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب التطرف
آخر تحديث GMT15:46:56
 لبنان اليوم -

الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب "التطرف"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب "التطرف"

الصوماليون
مقديشو ـ أ ف ب

يؤدي تشديد القوانين المصرفية الاميركية بهدف وقف تمويل الارهاب الى معاناة الصوماليين بقسوة وبينهم الاطفال الاربعة لمحمد آدن المقيم في مقديشو الذين باتوا محرومين من المدرسة.

فالمال الذي يرسله شقيق محمد آدن من الولايات المتحدة حيث يدير متجرا صغيرا يسدد اقساط مدرستهم. لكن تم تعليق تحويلات المال من الولايات المتحدة التي يعتمد عليها العديد من الصوماليين لتأمين معيشتهم في بلد يسوده الخراب وغارق في حالة من الفوضى منذ اكثر من عشرين عاما.

وتساءل آدن الذي خرج خاوي اليدين من مكتب لتحويل المال يعرف ب"الحوالة" في الصومال، "لماذا يمنع احد شقيقي من مساعدة اسرتي".

ويسمح نظام الحوالة للمرسل بايداع مبلغ من المال لدى مكتب شركة ما في مكان ما في العالم ليرسل في غضون ثوان الى المرسل اليه على بعد الاف الكيلومترات، في الصومال على سبيل المثال.

وهذا النظام الذي يعتمد الى حد كبير على الثقة بين مختلف المتعاملين في الشبكة، يعود الى القرون الوسطى ويستخدم في الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية ومنطقة القرن الافريقي او في جنوب آسيا.

وهو بكلفة اقل واسرع واكثر فعالية من الخدمات التي توفرها المصارف كما يسمح خصوصا بالوصول الى مناطق محرومة من النظام المصرفي المتعارف عليه.

صحيح ان نظام الحوالة الذي يترك القليل من الاثر المكتوب يستخدم لتمويل انشطة ارهابية -خصوصا اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر- لكنه مستخدم ايضا من قبل ملايين الصوماليين الذين يعتمدون فقط على مساعدة اقاربهم الموجودين في المغتربات.

وقال آدن "اننا نستخدم هذا المال لتأمين لقمة العيش وتوفير مستقبل لاولادنا"، متسائلا "ماذا عسانا نفعل الان؟".

وفي البلدان الغربية يتعين على الشركات التي تمارس تحويل الاموال ان تكون مستندة الى مصرف تقليدي --اي ان يكون لها حسابات في هذه المصارف. لكن في الصومال لا يوجد نظام مصرفي فعلي.

ويرسل الشتات الصومالي كل عام حوالى 1,1 مليار يورو الى الصومال عبر نظام الحوالة، اي اكثر مما يتلقاه البلد كمساعدة دولية سنوية.

وفي مطلع شباط/فبراير، قرر كاليفورنيا مرشانتس بنك الذي يضم في الولايات المتحدة حسابات غالبية شركات التحويل المالي الى الصومال، اغلاقها. واوضح المصرف الاميركي لزبائنه انه عاجز بسبب "تعقيدات انشطتهم" عن الامتثال لمطالب الحكومة الاميركية التي تطلب منه تحسين اجراءاته لرصد اي انتهاكات محتملة للقانون.

واعتبر ديغان علي مدير منظمة اديسو غير الحكومية ان القرار "الكارثي" للبنك سيحرم الصوماليين من 80% من الاموال المرسلة كل عام والمقدرة بمئتي مليون دولار الى اقاربهم من الولايات المتحدة.

وقدرت اديسو واوكسفام في تقرير مشترك ان الصوماليين "خسروا القناة الوحيدة الواضحة او الشفافة لتلقي المال"، فيما يعيش نحو 750 الف صومالي في حالة انعدام امن غذائي شديد، وهو عدد مرشح للارتفاع ان لم تستطع شركات التحويل ارسال الاموال".

وتبدي المصارف الاميركية والبريطانية او الاسترالية تحفظها ازاء ابقاء المتعاملين بنظام الحوالات بين زبائنها، تخوفا من الملاحقة القضائية بتهمة التواطوء في تمويل الارهاب او تبييض الاموال.

واعلن مصرف استرالي انه سيغلق هذه الحسابات في اذار/مارس المقبل. والعام الماضي اتخذ مصرف باركليز البريطاني قرارا مماثلا لكن لندن اقامت نظاما موقتا يسمح باستمرار التحويلات.

وتعتبر اديسو واوكسفام ان تجميد التحويلات يأتي بنتائج عكسية من شأنها ان تشجع التحويلات السرية الخارجة عن اي رقابة، وهذا ما ستستفيد منه الشبكات الاجرامية وحركة الشباب الاسلامية الصومالية.

وحذرت المنظمتان غير الحكومتين من "ان شبكات غير شفافة ستحل بالتأكيد مكان النظام الحالي الذي يعتبر فيه المتعاملون مسؤولين تجاه السلطات والمجموعات التي يخدمونها"، مضيفة "ان العائلات التي تعتمد على هذه التحويلات ستعاني في وقت تسعى فيه الشبكات الاجرامية الى استغلال النظام وستجني منه الفائدة".

واكد رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد علي شارمركي ان حكومته تسعى لمنع اغلاق خدمات التحويل من الولايات المتحدة الذي سيكون له وقع هائل" على الاقتصاد المدمر اصلا في الصومال.

والصومال الغارقة في حالة من الفوضى اسيرة الميلشيات المسلحة لزعماء الحرب والعصابات الاجرامية والجماعات الاسلامية منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991، تسعى بصعوبة للنهوض واعادة بناء مؤسساتها في ضوء التراجع العسكري لحركة الشباب التي طرد مقاتلوها منذ سنتين من كامل معاقلهم تقريبا بما في ذلك مقديشو.

لكن العنف مستمر والوضع الانساني ما زال صعبا. وصفية حسن الام لستة اطفال لا تستطيع سد رمق اسرتها سوى بفضل المال الذي يرسله لها شقيق زوجها اللاجىء الى الولايات المتحدة منذ 1993.

وقالت "كنا نتلقى المال كل شهر من الولايات المتحدة لندفع الاقساط المدرسية للاولاد وشراء ما نأكله"، مؤكدة انها وزوجها العاطلين عن العمل لم يتوجها رغم ذلك مطلقا الى المنظمات غير الحكومية لطلب المساعدة.

واضافت "لن نتلقى اي مال بعد الان" مستطردة "فليكن الله في عوننا".




 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب التطرف الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب التطرف



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 05:53 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
 لبنان اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:34 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 لبنان اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 05:43 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

5 وصفات تجميلية تعتني ببشرتكِ في نهاية الصيف

GMT 15:48 2022 الإثنين ,10 كانون الثاني / يناير

أمل بوشوشة تَطُل على جمهورها "بلوك جديد" بشعر قصير

GMT 18:51 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

ملابس ربيعية مناسبة للطقس المتقلب

GMT 17:17 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بسمة تضجّ أنوثة بفستان أسود طويل مكشوف عن الظهر

GMT 07:34 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 21:06 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

أفضل العطور لفصل الصيف هذا العام
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon