ديترويت الأميركية مستعدة لعصر جديد بعد الإفلاس
آخر تحديث GMT11:55:47
 لبنان اليوم -

ديترويت الأميركية مستعدة لعصر جديد بعد الإفلاس

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - ديترويت الأميركية مستعدة لعصر جديد بعد الإفلاس

ديترويت
ديترويت ـ أ ف ب

تبدي ديترويت التي كانت عاصمة صناعة السيارات الاميركية في ما مضى، عزمها على النهوض مجددا والتخلص من صورة المدينة المطبوعة بالنزاعات العنصرية والصعوبات المالية وخلوها من السكان، لكن المهمة تبدو شاقة.

والمدينة التي اسسها الفرنسي انطوان دو لا موت كاديلاك في مطلع القرن الثامن عشر على ضفاف البحيرات الكبرى في شمال الولايات المتحدة، لم تعد سوى ظل "موتاون" (او موتور تاون، مدينة المحركات) في الستينات، مقر مجموعة "جنرال موتورز" (جي ام) وفورد وكرايسلر، ومهد موسيقى السول الاميركية.

وبعد ان اضطرت الى اعلان افلاسها صيف 2013، بدأت تخرج من اجراء قضائي طويل ومن اعادة هيكلة ديونها التي بلغت 18 مليار دولار.

لكن الثمن باهظ اذ اضطر العمال البلديون الى تقديم تنازلات مهمة بما انه تم الغاء اجزاء من انظمة ضمان تقاعدهم على الرغم من ان تعويضات التقاعد بحد ذاتها لم تمس. واتاح تقديم هبات خاصة مع ذلك المحافظة على مجموعة التحف الفنية في متحف المدينة التي طرحت فكرة بيعها في لحظة ما.

والجهات الاولى التي رحبت بالخروج من حالة الافلاس هي مجموعات تصنيع السيارات التي باتت هي الاخرى على طريق النهوض بعد الازمة المالية في 2008.

وقرار القضاء الذي سمح للمدينة باستعادة مسيرة عمل طبيعية "تاريخي ويثبت التزام كل الذين بقوا متمسكين بديترويت" كما قالت ماري بارا المديرة العامة لمجموعة جنرال موتورز.

واكدت بارا "يمكننا تحويل المدينة بالعمل سوية، وقد بات بامكانكم ان تروا خطوات متقدمة واضحة في اعادة تجديد وسط المدينة ووصول شركات جديدة والمشاريع العقارية الجارية والعمل على تحسين التربية والاحياء والخدمات".

ولاحظت آنيا ايتون مالكة المركز الفني "لايبريري ستريت كولكتيف" القريب من البرج الزجاجي الذي يؤوي مقر جنرال موتورز، ان "الناس يسالونني دائما عما يحدث في ديترويت".

وهي تعود من زيارة الى ميامي (فلوريدا، جنوب شرق) ولاحظت فيها الاهتمام بالمدينة حيث استقرت منذ خمسة اعوام.

وقد فتحت عدة صالات لعرض اللوحات الفنية في وسط المدينة اخيرا وتستفيد من حركة المشاة، وهو امر نادر في المدن الاميركية عموما التي تعد لحركة سير السيارات.

ويقف الناس في طوابير للتمكن من الحصول على طاولة شاغرة في مطعم "ديليكاتسن" في "ايسترن ماركت"، وهو قاعة كبيرة شيدت في 1891. وقال كامول برندرغراس احد العاملين في المطعم "المطعم محجوز بالكامل كل ايام السبت". ويثير هذا الحي اهتمام البلدية التي تريد منه جذب متاجر وشركات جديدة.

وشركة روك فنتشورز التي يملكها الملياردير دان غيلبرت الذي اصبح احد ابرز مالكي العقارات في وسط ديترويت، طلبت من احد مكاتب الهندسة الاكثر شهرة في نيويورك شوب اركيتكتس، اعادة تصميم موقع المخازن الكبرى هودسون الخالي وسط المدينة.

ويقوم خط جديد للسكة الحديد بطول نحو خمسة كيلومترات بتسيير رحلاته الان بين عدة احياء خضعت للتجديد وتؤوي مباني سكنية جديدة او خاصة برجال الاعمال.

لكن ما زال يتعين على المدينة ان تجد حلا للمساحات الصناعية والسكنية التي يعود القسم الاكبر منها الى النصف الاول من القرن العشرين وهي اليوم خالية من السكان الذين غادروا المدينة باعداد كبيرة.

ديترويت لم تعد تؤوي اليوم سوى اقل من 800 الف شخص، اي بتراجع يفوق نصف عدد سكانها في اوجه منتصف الستينات والوظائف الجديدة التي اوجدتها صناعة السيارات موجودة في غالبيتها في الضواحي.

وتتوقع البلدية تدمير اكثر من عشرين الف مسكن غير مأهول في الاشهر المقبلة بمساعدة مالية من الحكومة الفدرالية، لكن في بعض الاحياء، هناك منازل مهجورة ملاصقة لاخرى لا تزال ماهولة.

وتعتبر شبكة النقل العام على الرغم من مد الخط الجديد احدى اسوأ الشبكات في الولايات المتحدة.

ولفت احد رجال الاطفاء في "الثكنة 29" رافضا الكشف عن هويته لانه لا يحق له التحدث مع الصحافيين "لم يتغير الكثير" منذ الخروج من الافلاس.

ويبقى العنف منتشرا بما يشبه الوباء على الرغم من انخفاض معدل الجريمة.

وديترويت سجلت في 2013 معدل الجريمة الاعلى في البلاد بين المدن التي تعد اكثر من 100 الف نسمة بحسب مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي)، مع 316 جريمة قتل، اي 45 جريمة لكل 100 الف شخص، عشرة اضعاف المعدل الوطني.

والتخفيضات في عديد الشرطة، مع الغاء اكثر من 2300 وظيفة منذ 2001، لن تساعد في تحسين الوضع. واختصر قائد شرطة المدينة جيمس كريغ الامر بتقديم افضل نصيحة لسكان ديترويت للرد على هذا الوضع وهي حيازة سلاح.





 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديترويت الأميركية مستعدة لعصر جديد بعد الإفلاس ديترويت الأميركية مستعدة لعصر جديد بعد الإفلاس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon