الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة

العاهل المغربي محمد السادس
الرباط - أ ف ب

ينهي سليمان بريهمي حديثه عبر "الخط الاخضر" حانقا. لم ينفعه اللجوء الى هذا البرنامج المخصص للتبليغ عن الرشوة والفساد، في معركته لإخراج مستأجرين من عقار يملكه رغم أنهم لا يدفعون المتوجب عليهم، ويقول إنهم يستقوون بدعم داخل الإدارة.

ويقول سليمان (41 سنة) الذي يعيش في مدينة سلا المحاذية للرباط حيث يعمل سائق حافلة، "إنهم لا يختلفون عن الآخرين"، في إشارة الى مخاطبيه عبر "الخط الاخضر".

ولقي هذا الخط ترحيبا كبيرا عندما أعلن إطلاقه في حزيران/ يونيو 2015 وسط حملة إعلامية مكثفة، باعتباره يضمن عدم الكشف عن هوية مستعمليه من المبلغين عن الرشوة.

ويقول مدير الشؤون الجنائية بالنيابة في وزارة العدل المغربية هشام ملاتي المشرف على برنامج الخط الأخضر "بلغت المكالمات الواردة على الخط الأخضر سقف 6000 مكالمة في اليوم، ثم تراجعت لتستقر في حدود 500 مكالمة يوميا".

وتبدو هذه الحصيلة هزيلة بعد 30  شهرا على الشروع في تنفيذ البرنامج، إذ هناك 36 متابعة قضائية فقط انبثقت عن التبليغات، بالاستناد الى آخر الأرقام الرسمية.

ويقول ملاتي "يملك المبلغون ضمانة عدم الكشف عن هوياتهم، لكن بعضهم يتراجع عندما يتعلق الأمر بالتقدم بشكوى قضائية".

ويضيف، موضحا أن ثماني مكالمات من أصل عشر، ليست "بالتحديد" قضايا ارتشاء، إنما هي عبارة عن ادعاءات تعوزها عناصر ملموسة.

- "فقدت الثقة" -

وينطبق هذا الوضع على سليمان بريهمي المتيقن بأن المستأجرين الذين يرفضون دفع متأخرات الإيجار "يتمتعون بدعائم قوية في إحدى الوزارات".

لذلك، اتصل بالرقم الأخضر0800004747 للتبليغ عن تقاعس القضاة ورجال الشرطة في تطبيق الأحكام القضائية المتتالية بإفراغ البيت موضع النزاع. لكن مشكلته أنه لا يملك حججا تؤكد اتهاماته.

ويشكو سليمان "فقدت الثقة، لدي كل حق، لكن الموكل إليهم ضمان حقوقي لا يفعلون شيئا".

وتبقى الثقة في المؤسسات العامة في المغرب هشة على العموم.

وذكر تقرير لمنظمة "ترانسبرانسي المغرب" غير الحكومية ان "ما بين 2014 و2015، دفع حوالى 48 بالمئة من المغاربة، مرة واحدة على الأقل، بقشيشا مقابل الحصول على خدمة عمومية". وقطاع القضاء هو على رأس قائمة الاجهزة موضع الشكوى، تليه مؤسسة الشرطة والمستشفيات، تبعا لنتائج الدراسة الصادرة سنة 2016.

وانتقد رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة عبد السلام بودرار بحدة هذه "الظاهرة التي تضر كثيرا بالاقتصاد". كان ذلك سنة 2015، قبل أن يعلق عمل المؤسسة بسبب عدم تمديد ولاية اعضائها.

وأصدرت "ترانسبرانسي المغرب" بيانا أخيرا أكد أن المملكة المغربية "تعاني من تفشي الرشوة على نحو هيكلي"، وذلك على الرغم من البرامج المعلنة لمحاربتها.

- "غياب الإرادة" -

ويسعى المغرب الى مكافحة ظاهرة الرشوة عبر إطارات مختلفة. وسبق للملك محمد السادس أن عبر في مناسبات متعددة، عن الرغبة في أن "يطبق القانون على الجميع". وجعل حزب العدالة والتنمية الموجود على رأس الحكومة منذ 2011، من محاربة الفساد أولوية.

في تشرين الأول/أكتوبر 2017 ، رأت "الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها" النور، بعد إقرارها في دستور 2011.

بيد أنه لم يتم بعد تعيين أعضاء هذه الهيئة والذين يفترض أن يكون بينهم ممثلون عن المجتمع المدني وخصوصا منظمة "ترانسبرانسي".

ويشكو المسؤول في "ترانسبرانسي المغرب" فؤاد عبد المومني من "غياب إرادة سياسية حقيقية يمكن أن تعطي إشارة واضحة بانتهاء حالة الإفلات من العقاب".

وسبق لعبد المومني الإشادة بإطلاق برنامج الخط الأخضر للتبليغ عن الرشوة، لكنه يقول اليوم إن البرنامج "بات غير منتج وفعاليته جد ضعيفة، على الرغم مما كان قد أثاره من حماس وانتظارات لدى المواطنين".

عمليا، لا يتوافر للبرنامج سوى إمكانات محدودة. إذ يعمل فيه خمسة قضاة يساعدهم خمسة موظفين يردون مباشرة على المكالمات انطلاقا من مقر وزارة العدل، فيما هم منشغلون بمعالجة ملفات أخرى.

ويرتقب أن "تتطور" خدمة برنامج الخط الأخضر في 2018، من خلال مركز اتصالات مستقل، بحسب ما يؤكد هشام ملاتي. ويوضح ان "أشغال إنشائه سوف تبدأ"، وأن 16 موظفا مدربين سيعدون ملفات الشكاوى باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية.

ويعتبر ملاتي أن انتهاء التحقيقات في الملفات ال36 بادانات في حق موظفين عموميين، يمثل في حد ذاته نجاحا للبرنامج. ويشير الى أن بين هؤلاء "قاضيا في محكمة استئناف دين لقبوله تلقي أموال مقابل التأثير على حكم أصدره".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon