الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
عبر السودان عن أسفه لقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما القاضي بتجديد العقوبات عليه، وأكدت وزارة الخارجية السودانية، في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة منه، الخميس، أنّ الوزارة تعبر عن بالغ أسفها لقرار الرئيس الأميركي تجديد العقوبات الأميركية الأحادية المفروضة على السودان منذ 1997، عام آخر، اعتبارًا من الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2013.
وأوضحت الخارجية أنها ترفض في الوقت ذاته الأسباب والمبررات التي ساقها الرئيس الأميركي لتجديد هذه العقوبات، وأشارت بقولها "لقد أجمعت دول العالم جميعها، عدا أميركا وحليفتها إسرائيل، ومن خلال ما يصدر بشكل منتظم من قرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أنّ الإجراءات الاقتصادية الأحادية هي إجراءات مرفوضة ومنبوذة من المجتمع الدولي لما تمثله من انتهاك بالغ وواضح للقانون الدّولي ولحقوق الشعوب في التنمية والحصول على الخدمات الضرورية، من خدمات صحية وطبية وتعليم وتقنية، والأخذ بأسباب التنمية المستدامة".
كما أشارت إلي أنّ "الإدارة الأميركية ظلت منذ 1997، وعاماً تلو العام، تتذرع بأسباب وحجج مختلفة في كل مرة لتبرير استهدافها للسودان وسعيها لتوثيق الضغوط عليه ومحاصرته اقتصاديًا في كيد سياسي واضح، وازدواجية وتناقض لا تخطئهما العين، فها هي تارة تدعي سعيها للسلام من خلال فرض العقوبات، في حين أنّ العقوبات نفسها هي أكبر مهدد للسلم والأمن الاجتماعي، لما تسببه من حرمان الشعب السوداني من الحصول على حقوقه في التنمية، وبالتالي إبقائه في دائرة الفقر والتخلف، مما يؤدي إلى تصعيد واستدامة النزاعات، وفي تارة أخرى تدعي محاربة الإرهاب بينما هي بسياساتها ومعاييرها المزدوجة تغذي الإرهاب وتوفر له البيئة الملائمة ليبيض ويفرخ، خصوصاً وأنّ سياساتها تجاه العالم الإسلامي تؤكدّ أنّ إرهاب الدولة الذي تمارسه الولايات المتحدة لا يجاريه فيها أحد ولا تبلغ مبلغه أمة أخرى من الأمم ". وأوضح بيان الخارجية، أنّ الحكومة السودانية إذ تُعلّن رفضها لمبررات تجديد العقوبات الأميركية، لتؤكد أنّها تدرك مسؤولياتها جيداً تجاه مواطنيها في دارفور، وأنّها ماضية في طريق تنفيذ أتفاق سلام الدوحة بما يؤدي إلى وقف التوترات والنزاع هناك وتحقيق التنمية والتقدم في ربوع دارفور، كما تؤكد في الوقت ذاته، أنها ملتزمة من خلال ما أكد عليه رئيس الجمهورية عمر البشير أمام البرلمان الاثنين، بمد يدها بيضاء من غير سوء من أجل الحوار مع الحركات المتمردة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، سعياً للتوّصل إلى تحقيق السلام الذي يرتضيه أهل السودان جميعاً، كما أكدّ بيان الخارجية أنّ جهود الحكومة في السعي إلى استدامة السلام في السودان وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهي جهود ماضية، ولن تتوقف، رغم محاولات الإدارة الأميركية كسر عزيمة وشوكة شعب السودان، من خلال هذه العقوبات التي لن تزيده إلا إيماناً بضرورة بذل المزيد من الجهد من أجل البناء الوطني وترسيخ دعائم التسامح والتعايش السلمي، على حد البيان.
أرسل تعليقك