اقتصاديًّون يحذرون من أزمة في سورية بسبب نقص الغذاء
آخر تحديث GMT09:05:41
 لبنان اليوم -

اقتصاديًّون يحذرون من أزمة في سورية بسبب نقص الغذاء

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - اقتصاديًّون يحذرون من أزمة في سورية بسبب نقص الغذاء

أزمة الغذاء في سورية
إسطنبول ـ العرب اليوم

ينذر تدهور القطاع الزراعي في سورية مع استمرار الأوضاع المتردية، فيها منذ قرابة 4 سنوات بقرب اصطدامها بجدار مأسوي من فقدان الأمن الغذائي. ويزيد في آلام المأساة أن سورية وُصِفَت تاريخيّاً بأنها "إهراء روما" نظراً الى ما كانت تدرّه أرضها من الحبوب، خصوصاً القمح.

ودأبت سورية حتى زمن قريب على التغنّي بأنها تحقّق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي. وقبل اندلاع المأساة السوريّة الأخيرة، كانت تعتبر بلداً زراعيّاً بامتياز، لأن مساهمة الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي كانت تلامس نسبة الـ 24%.

ووفق تقديرات "منظمة الأغذية والزراعة" و"برنامج الأغذية العالمي"، تأثّر 6.3 مليون نسمة في سورية بدرجة كبيرة بالأوضاع المضطربة فيها، وباتوا في حاجة ماسة ومستمرّة إلى الغذاء والمعونة الزراعيّة. وكذلك يحتاج 3 ملايين لاجئ سوري إلى المساعدة خارج الأراضي السوريّة. وكذلك قدّرت الـ "فاو" أضرار القطاع الزراعي عام 2013 بما يزيد على 1.8 بليون دولار، مع توقّع أن تكون التقديرات أكبر عام 2014 وكذلك في حال استمرار الحرب لوقت أطول في العام 2015.

ونتيجة لتدهور أحوال الزراعة في سورية، عمد معظم المزارعين، خصوصاً أولئك القاطنين في المناطق الشمالية كالرقة وحلب، بالتوجه إلى تركيا. ففي ذلك البلد، تعمل عائلات المزارعين السوريين في إقليم "هاتاي" وعدد من المناطق الزراعيّة الاخرى.

وبين أبو مالك أنه يعمل وعائلته في مزرعة بالقرب من اسطنبول، بعد أن أصبح من المستحيل أن يتوجه إلى أرضه الزراعيّة في ريف حلب لأن القذائف تطاولها، وكذلك البراميل المتفجّرة.

وأضاف: "هناك فلاحون هجروا الأراضي بعدما زرعت بقذائف غير متفجرة جعلتها غير قابلة للحرث".

ويضاف إلى ذلك، عدم توافر المواد الزراعيّة كالبذور والأسمدة، وغياب مادة "المازوت" الأساسيّة لحياة المُزارِع، أوارتفاع ثمنها في حال تواجدها.

وعبر المُزارِع محمد حسام عن أسفه على أرضه الزراعيّة في الغوطة الشرقية التي كانت تعطي محصولاً وفيراً من الخضار والفواكه.

وأوضح أنّه اضطر إلى مغادرتها عقب بدء الحصار على الغوطة من قِبَل قوات النظام، ما أدى إلى توقّف الزراعة وتجويع سكان تلك المناطق وموت عدد من الأطفال والشيوخ جراء نقص الغذاء وغيرها.

واشتكي مزارع آخر من استيلاء عناصر مسلّحة على أرضه الزراعيّة لقربها من بئر للنفط يجري الاستخراج فيه بطرق بدائية، ما أدى إلى تلّوث التربة أيضاً.

ودعت مجموعة دول "أصدقاء الشعب السوري" إلى تقديم مساعدات عاجلة، خصوصاً أن تكون على شكل قمح وليس أموال، لوقف حصول مأساة إنسانيّة. وأكدت وزارة المال والاقتصاد في تلك الحكومة، أن مؤسّسة الحبوب التابعة للوزارة تمكّنت من شراء نحو 18 ألف طن من القمح، عبر ١٤ مركزاً تابعاً لها في ٤ محافظات، بواسطة عمليات شراء مباشر للقمح من المزارع، من دون النيل من المحاصيل المخزّنة من قِبَل المزارعين للاستهلاك الخاص بهم.

وشدّدت الوزارة على أن تلك الكميّة ليست كافية، إذ تحتاج "الحكومة السورية الموقّتة" إلى 323 ألف طن لإنتاج 270 ألف طن من الطحين تلزم لإعانة ما يزيد على 2.5 مليوني سوري في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 وأرجع خبراء اقتصاديون سوريون محسوبون على المعارضة، وجود حاجة ماسة إلى كميّات كبيرة من القمح، إلى صعوبة الإنتاج الزراعي في مناطق تتعرض بشكل دائم للقصف، ومحاصرة نظام الأسد معظم المناطق المُحرّرة وتضييق الخناق عليها.

وأوضح الخبراء أنفسهم أن تلك الحال جعلت أسعار المواد الغذائيّة في المناطق المحاصرة أضعاف مثيلاتها في المناطق التي يسيطر عليها النظام، مرجحين أن تكون نسبة ما حُصِدَ من القمح في العام الجاري أقل نسبة إنتاج منذ قرابة 42 عاماً.

وبين الخبراء أن أزمة الغذاء في سورية تؤثّر على دول الجوار، مع تراجع المواد الزراعيّة المُصدّرَة إلى تلك الدول من سورية كالخضار والفواكه واللحوم وغيرها من المواد التي كانت سورية تشتهر بتصديرها عربياً.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاديًّون يحذرون من أزمة في سورية بسبب نقص الغذاء اقتصاديًّون يحذرون من أزمة في سورية بسبب نقص الغذاء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon