الحرب الأهلية ما زالت حاضرة في السينما اللبنانية
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

الحرب الأهلية ما زالت حاضرة في السينما اللبنانية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الحرب الأهلية ما زالت حاضرة في السينما اللبنانية

فيلم "طيارة من ورق"
بيروت - أ ف ب

تبقى الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) بعد مرور 24 عاما على انتهائها، مادة دسمة للسينما اللبنانية الحديثة، في ظاهرة يرى فيها صانعو الافلام والخبراء محاولة لتطهير الذاكرة الجماعية، او لتجنب تكرار التجربة السوداء في بلد يشكل مسرحا دائما للازمات السياسية والامنية.

ويقول المخرج واستاذ مادة السينما هادي زكاك إن السينما اللبنانية الجديدة التي ولدت في العام 1975 "اتخذت منحى مختلفا وارتبطت كثيرا بالحرب. في المرحلة الاولى".

ويضيف زكاك، صاحب الفيلم الوثائقي "سينما الحرب في لبنان"، ان "استمرار الحرب كموضوع سينمائي (...) يعود إلى أن اسبابها، سواء أكانت طائفية او اجتماعية او اقتصادية، لم تتغير، ولان الحرب تتكرر كل يوم على ارض الواقع ولو باسماء اخرى".

الا انه يشير الى ان "المجتمع اللبناني مل من معالجة الحرب  بطريقة معينة (...) فصورة الحرب ليست فقط في بناية مثقوبة او مدمرة، ولكن في المجتمع وتركيبته. الحرب تكمن في عدم معرفة الاخر وفي الخوف منه. ما عشناه منذ 2005 هو بمثابة حرب اهلية غير معلنة".

ويشهد لبنان منذ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في العام 2005، انقساما حادا بين قوى معارضة للنظام السوري وأخرى مؤيدة له، زادت حدته مع اندلاع الاحتجاجات في سوريا المجاورة العام 2011، وترافق أحيانا مع اضطرابات امنية متنقلة.

ويتخذ التوتر السياسي الراهن بعدا مذهبيا سنيا شيعيا، فيما يتوزع موقف القوى المسيحية الكبرى بين المعسكرين، أما الحرب الاهلية فكانت ذات بعد طائفي اسلامي مسيحي.

ويرى ان "افلام الحرب ليست مجرد عودة الى الماضي للهروب من الحاضر بل هي عودة الى الماضي لفهم الحاضر".

ومع ان الحرب اللبنانية انتهت قبل 24 عاما تقريبا، لا تزال غالبية الافلام اللبنانية من وثائقية وروائية تعالج هذا الموضوع من زوايا مختلفة.

في العام 2011  تناولت نادين لبكي في فيلم "هلأ لوين" موضوع الحرب من خلال  قصة صديقات مسيحيات ومسلمات من قرية لبنانية واحدة، يتجاور فيها المسجد مع الكنيسة، يحاولن بكل الوسائل منع تجدد الحرب في قريتهن. وتسعى الصديقات بطرق مبتكرة الى ابعاد الانقسامات الدينية عن القرية، لكي يدفن أهلها خلافاتهم الطائفية ولا يحملوا السلاح مجددا بعضهم ضد بعض. وقد حاز الفيلم جائزة الجمهور في مهرجان تورنتو للفيلم وهي المكافأة الرئيسية فيه فضلا عن جوائز عالمية وعربية اخرى عدة.

ومن الافلام حول الحرب ايضا "رصاصة طايشه" للمخرج جورج هاشم الذي يتناول اجواء الخوف في بدايات الحرب من خلال قصة عائلية. وقد نال جائزة المهر للافلام العربية في مهرجان دبي العام 2010.

ويرى المخرج فيليب عرقتنجي الذي عرض له اخيرا في الصالات فيلم "ميراث" في تصريح لوكالة فرانس برس ان ثمة محاولة لدى اللبنانيين "لنكران للماضي ونكران الحرب".

ويضيف ان "فيلم +ميراث+ يتطرق الى هذا النكران، والى ضرورة ان نروي لاولادنا عن ماضينا حتى لا يتكرر".

ويرى عرقتنجي أن "تناول الحرب في الأعمال السينمائية نوع من تطهير الذات". ويضيف "من الضروري ان نسترجع الماضي ونذكر به حتى لا يتكرر، فما دام لدينا نكران ستظل لدينا افلام عن الحرب. عندما ننتهي من هذا العلاج الجماعي سنتمكن من ان نخرج من الحرب ونصور مواضيع اخرى".

ويعكس  "ميراث" الذي يمتزج فيه الوثائقي بالروائي،  من خلال السيرة الذاتية للمخرج تجربته مع الحرب الأهلية اللبنانية ومع الهجرة ثم العودة الى الوطن، وهي قصة كل عائلة لبنانية.

ويرى شبان لبنانيون من الذين لم يعيشوا الحرب الاهلية، ان اسباب الحرب لا تزال قائمة، مثل فيليب (23 عاما) الذي يقول "كلنا مللنا  الأفلام عن الحرب، ولكننا لن نتخطى هذا الموضوع اذا توقفنا عن تصوير مثل هذه الافلام، لان الحرب موجودة في رأس كل لبناني".

والافلام عن الحرب وسيلة لتعريف جيل الشباب هذا على ماض قريب، كما تقول كريستيان ( 22 عاما)، "لم اعش الحرب اللبنانية، لذلك اتعرف على بلدي اكثر من خلال هذه الافلام".

ويتناول فيلم "شتي يا ديني" لبهيج حجيج الصادر في العام 2011 احدى تداعيات الحرب المستمرة حتى الان وهي قضية المخطوفين والمفقودين خلالها، ويعالجها من زاوية العودة الصعبة للمخطوف الى عائلته ومجتمعه.

ويقول عرقتنجي، المسيحي الذي عاش خلال الحرب في منطقة كانت خاضعة للاحزاب ذات الغالبية المسيحية، "كبرت من دون ان اعرف من هو الاخر (...)"،  من هنا فيلمه "من عيون الامهات" الذي يتناول معاناة الامهات اللبنانيات خلال الحرب.

ويقول عن الفيلم الوثائقي الذي عرض  العام 1992 "أردت الإنطلاق في التعرف إلى هذا الآخر من خلال التعرف الى امه، إذ من خلال ألمها كان يمكنني أن أكتشف المشترك بيني وبينها".

ويقول مدير قسم الفنون السمعية والبصرية في جامعة القديس يوسف ايلي يزبك "ثمة شباب وحتى طلاب لديهم هموم معينة متعلقة بموضوع الحرب (...) يريدون ان يفهموا من خلال السينما ماذا حصل في ايام الحرب".

الا انه يشير في المقابل الى ان "ابناء الجيل الجديد يريدون أن يضعوا الحرب خلفهم، وثمة اليوم فئة كبيرة تريد افلاما مختلفة، تتناول مواضيع اجتماعية وكوميدية وعائلية وبوليسية".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الأهلية ما زالت حاضرة في السينما اللبنانية الحرب الأهلية ما زالت حاضرة في السينما اللبنانية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon