افتتحت مساء أمس الخميس في مدينة أنبيكت لحواش ورشة انطلاق مشروع دعم منتجي الأعلاف الخضراء والخضروا ت في مقاطعة أظهر، منظمة من طرف وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).
ويرمي هذا المشروع - الذي تبلغ تكلفة الاجمالية 430 ألف دولار- إلى دعم وتنظيم وتأطير التعاونيات الزراعية في المقاطعة وإنتاج الاعلاف الخضراء والتأطير على حفظها وإعداد دراسة لإيجاد أنظمة ري تتلاءم مع الظروف المناخية في المقاطعة ودعم المزارعين ببعض المدخلات الزراعية وإعداد دراسة حول استراتيجية وطنية لإنتاج الاعلاف في موريتانيا.
ويشارك في هذه الورشة التي تدوم يومين عدد من ممثلي المصالح الفنية الجهوية والتنظيمات المهنية الزراعية والرعوية ورؤساء التعاونيات الزراعية والرعوية المستفيدة من تدخلات المشروع.
وأوضح الأمين العام لوزارة الزراعة السيد أحمدو ولد بوه، في كلمة بالمناسبة، أن الزراعة حظيت باهتمام كبير من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مما جعلها تلعب دورا محوريا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا.
وقال إن الحكومة تنفيذا للتوجيهات السامية لرئيس الجمهورية اعتمدت خطة مبنية على تطوير أساليب الزراعة والتنويع الزراعي وزيادة المساحات المزروعة وتكوين وإرشاد المزارعين على مسطرة فنية للرفع من الانتاج كما وكيفا.
وأضاف أن الحكومة أولت في السنوات الأخيرة عناية للتنويع الزراعي عن طريق إنشاء مزارع نموذجية للخضروات وإدخال زراعة الأعلاف الخضراء في المنظومة الزراعية، منبها إلى أن المشروع الجديد يأتي تكريسا للجهود الوطنية بدعم من شركائها في التنمية لمؤازرة التعاونيات الزراعية عبر تكوينهم ودعمهم الفني في مجال انتاج اعلاف خضراء والخضروات في انبيكة لحواش.
وشكر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة على تمويلها لهذا البرنامج الهام.
وبدوره أوضح الدكتور آتمان مرافلي، ممثل منظمة الفاو في موريتانيا أن هذا المشروع يعتبر مساهمة فنية من هيئته في المجهود الوطني للحكومة الموريتانية التي تعمل على أن تكون مقاطعة أظهر منطقة اقتصادية من خلال تعزيز الاستثمارات في القطاعات الزراعية والرعوية.
وأشار إلى أن هذا المشروع يجسد التعاون المثالي القائم بين قطاع الزراعة ومنظمة الفاو ومثالا حيا لعبور مقاربة المشروع إلى مقاربة برنامج في التعاون القائم بين الطرفين.
وكان عمدة بلدية أنبيكت لحواش، السيد سيد احمد ولد لمخيطر، قد ثمن في كلمة قبل ذلك، الانجازات المتلاحقة في الميدان الزراعي واثرها الطيب على سكان البلدية، مشيرا إلى أن تدخلات الدولة وشركائها في التنمية وخاصة منظمة الفاو ستترك بصمات طيبة على سكان المقاطعة عموما وبلدية أنبيكت لحواش خصوصا.
و أشفعت هذه التظاهرة بزيارات ميدانية شملت مزرعة زراعة الخضروات ومزرعة زراعة الأعلاف الخضراء في المدينة إضافة الى موقع المشروع الجديد.
وحضر افتتاح هذه الورشة والي الحوض الشرقي السيد صال صيدو الحسن ومدير تنمية الشعب الزراعية والسلطات الادارية والأمنية في الولاية.
وقد عرفت مقاطعة أظهر خلال السنوات الأخيرة تدخلات ملموسة في المجال الزراعي بدأت منذ 2012 ببرنامج زراعة الخضروات والنخيل المسير من طرف برنامج التنمية المستديمة للواحات، على مساحة 31 هكتارا.
وخلال هذا التدخل تم تأطير حملات زراعية للخضروات استفاد منها المزارعون بنتائج مشجعة خصوصا من محاصيل البطاطس والبصل والطماطم وصل هذا الانتاج إلى الاسواق المجاورة في كل من باسكنو والنعمة وتمبدغه.
وفي سنة 2016 دشن رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، برنامجا لزراعة الاعلاف الخضراء في عاصمة المقاطعة على مساحة بلغت 5 هكتارات تمت زراعتها بأصناف علفية مختلفة حصل المستفيدون منها على كميات معتبرة من الاعلاف والبذور بتأطير من المركز الوطني للبحث الزراعي والتنمية الزراعية.
ومكنت هذه التدخلات من تكوين وتأطير المزارعين على فنيات انتاج الخضروات والاعلاف.
كما قامت الدولة في مجال الري بإنشاء 11 بئرا ارتوازية لتغطية حاجيات المساحات المزروعة من الماء، طاقة كل واحدة منها 50 مترا مكعبا للساعة.
وتم إنشاء برنامجين على ضوء هذه النتائج يتعلق الاول بإنشاء مزرعة على مساحة 120 هكتارا بتمويل ذاتي من موارد الدولة لزراعة الاعلاف الخضراء، أما الثاني فيتعلق بدعم فني لصالح منتجي الخضروات والاعلاف بتمويل من منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة، وذلك من أجل دعم وتأطير وتنظيم التعاونيات وإنتاج الاعلاف والخضروات والتأطير على حفظها وإعداد دراسة من أجل إيجاد أنظمة ري تتلاءم مع الظروف المناخية للمقاطعة، إضافة إلى دعم المزارعين ببعض المدخلات الزراعية وإعداد دراسة حول استراتيجية وطنية لإنتاج الاعلاف في موريتانيا.
وأوضح السيد محمد ولد عبدي، منسق مشروع إنتاج الاعلاف الخضراء والخضروات في مقاطعة أظهر، للوكالة الموريتانية للأنباء، أن هذه المكاسب شهدت تجاوبا كبيرا واندفاعا عفويا من طرف السكان المحليين الذين وجودوا فيها حلولا عملية لمشاكل ظلة عبئا عليهم.
وأشار إلى أن هذا التجاوب تجلى من خلال إقبالهم على شراء الاعلاف المنتجة محليا وكثرت الطلب عليها، مشيرا إلى أن المشروع الجديد المتعلق بدعم منتجي الخضروات والاعلاف سيساهم في رفع التحديات المطروحة على القطاع الحيواني في هذه المنطقة التي تتوفر على مقدرات حيوانية بأمس الحاجة إلى الصيانة والمحافظة.
وذكر بأن هذه الانجازات تعكس الارادة السياسية القوية لرئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، على تذليل الصعاب والتخفيف من المعاناة على سكان مقاطعة أظهر عبر تنفيذ برامج طموحة تلبي الحاجات الماسة لسكان المقاطعة
أرسل تعليقك