طنجة ـ أ.ش.أ
تم عرض أربعة أفلام ضمن الفعاليات الرسمية لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة بالمغرب، عبارة عن فيلمين قصيرين لكل من المهدي الخاوضي "عقول مرتشية"، و"جنة" للمخرجة مريم بن مبارك، وفيلمين طويلين لكل من المخرج عبد القادر لقطع "نصف السماء"، وفيلم "الوشاح الاحمر" لمحمد اليونسي.
وشهدت فترة ما بعد العروض مناقشة نقدية للفيلمين الطويلين، حيث نوه الحاضرون بمستوى جودة تناول قضيتين سياسيتين بمقاربة إنسانية، فيلم "نصف السماء" تناول السيرة الذاتية للكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي تؤرخ لسنوات الرصاص، والنضال من أجل قيم الحرية والديمقراطية، وهو تناول أبرز جهود المرأة إلى جانب الزوج أو الابن المناضل، وتضحياتها وأدوارها في سبيل إعطائه الدعم والصمود للاستمرار.
إلا أن هناك بعض الملاحظات على الفيلم من الناحية التقنية، كاعتماده على التصوير الداخلي بشكل كبير، وعدم إعطاء مساحة أكبر للبطل، لتقمص الشخصية الحقيقية للكاتب، الشيء الذي لم يكن حاضرًا لدى المخرج في تصويره للمشاهد حسب إجابته على هذه الملاحظات.
فيما لقى "الوشاح الأحمر"، لمخرجه محمد اليونسي، تجاوبًا كبيرًا من قبل الجمهور والنقاد، لتناوله قصة غلق الحدود بين الجارتين المغرب والجزائر، لكن بتناول يعطي للبعد الإنساني حضورًا أكثر من البعد السياسي، من خلال تسليط الضوء على زوج مغربي يتم ترحيله من الجزائر، تاركًا زوجته وابنته، ليعيش المشاهدون معاناة الزوجين في البحث عن لم الشمل الذي تفرقه الحدود.
وأبدى النقاد والحاضرون إعجابهم بالفيلم مع التركيز على ملاحظة مهمة، بشأن اللغة المستخدمة، والتي طغت عليها اللغة الفرنسية مع استثناءات بسيطة باللغة العربية، الأمر الذي فسره المنتج بكونه عملاً مشتركًا مغربيًا فرنسيًا ولابد من أن يجد فيه الفرنسي كذلك قواسم مشتركة لإيصال رسالة الفيلم.
وحسب النقاد فهناك تحسن كبير على المستوى التقني للأفلام المعروضة إلى جانب المضمون وزوايا المعالجة، التي تبين نوعا من الإبداع، مع ملاحظة التركيز على إعطاء الصورة مساحة أكبر للحديث بدل لغة الكلام.
ويشارك في المهرجان - الذي انطلق الجمعة الماضي - 30 فيلمًا في المسابقتين الرسميتين للأفلام القصيرة والطويلة..وتم خلال حفل افتتاح المهرجان تكريم وجهين بارزين في المشهد السينمائي المغربي هما الممثلة مليكة العماري والناقد محمد كلاوي.