المنامة ـ العرب اليوم
تألقت هبة القواس في افتتاح المسرح الوطني في المنامة، والتي اختيرَت عاصمة السياحة العالمية للعام 2013، في برنامج المؤتمر الدولي عن استكشاف آفاق ثقافية جديدة للسياحة المشتركة بين السياحة والثقافة، الذي دعت إليه وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة، في حضور شخصيات رسمية ثقافية وسياحية من مختلف بلدان العالم لتبادل الأفكار والخبرات. غابت السياسة في تلك الليلة في حضرة الإبداع الفني، حيث تألّقت القواس بموسيقاها وصوتها وغنّت بأكثر من لغة وأكثر من نوع موسيقي، مثبتةً أن لبنان ولو غاب في الحضور الرسمي عن المناسبة، لكنه كان مشعّاً بصوت من سمائه صارت مثله رسالة. وإذا "لبنان هو أكثر من وطن"، فالقواس أثبتت في الحفل أنها أكثر من مؤلفة موسيقية وأكثر من مغنية، تترسّخ في تراث وطنها مدماكاً ثقافياً وأصالة فنية تحتذى. وعلى صورة الجمهور المَدعو من الشخصيات المسؤولة على أعلى المستويات في المجال السياحي الثقافي من مختلف الجنسيات، جمعت القواس حولها لذلك الحفل المميز فنانين متعدّدي الجنسيات، من أوركسترا ترانسِلفانيا الفيلهارمونية التي تضم موسيقيين من رومانيا وهنغاريا، الى أربعة موسيقيين لبنانيين، وقائد أوركسترا نمسوي هو كارل سولاك والقائد اللبناني الشاب لبنان بعلبكي الذي أحبّت القواس أن تقدّمه لأول مرة في حفل لها تشجيعاً منها لموهبته الواعدة، فرافقها في مقطوعة موسيقية وفي أغنية لأسمهان أعادت توزيعها أوركسترالياً وهي " إمتى حَتعرَف؟ " لمحمد القصبجي. وقد أدّتها هبة بأسلوب رائع، قد تتبلور هذه التجربة الجريئة لسماع المزيد. والى جانب أغانيها الجديدة والمعروفة، أدّت القواس من التراث الأوبرالي الغربي، "أو ميو بابينو كارو" لبوتشيني، "هبانيرا" لبيزيه، و"ميموري" لأندرو لويد ويبر. كما ختمت الحفل بمقاطع من أغنية "أجمل من كل الجنّات" التي كانت قد ألّفتها خصّيصاً للعيد الوطني للبحرين في عام 2000. أما الفريق التقني الذي ضمّ جهوده لإنجاح الحفل، فأتى من ألمانيا للتصوير، من إيطاليا للصوت ومن لبنان لتصميم الإضاءة. وبفستانها الأزرق السماوي (زهير مراد) تمايلت القواس على أنغام الشعر والموسيقى تاركة صدى في قلوب تآلفت حول الحب والجمال.