بيروت-لبنان اليوم
يسود تخوف داخلي لبناني من تداعيات التهديدات التي أطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ضد الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. صحيح أنه دعا "محور المقاومة" في كل المنطقة للرد، إلا أن صدور التهديد عن مسؤول لبناني ومن لبنان يسلط المجهر على ما يمكن أن يقوم به حزب الله نفسه، كمثال يحتذى، ضد الحضور العسكري للولايات المتحدة في المنطقة، وربما في لبنان نفسه.
ويزداد التوتر في هذا السياق من خلال أنباء تحدثت عن أن واشنطن تحرك قوات لها من إيطاليا إلى المنطقة، وأن البنتاغون سيرسل قوات أميركية قد يصل تعدادها إلى 700 ضابط وجندي إلى لبنان، تحت مسوغ حماية السفارة الأميركية في منطقة عوكر في لبنان. وسيضاف هذا العدد إلى حضور عسكري أميركي آخر متواجد في قواعد رياق وحامات وعمشيت بغرض تدريب الجيش اللبناني على استخدام أسلحة قدمتها واشنطن للجيش اللبناني.
ولا تريد الإدارة الأميركية تكرار كارثة تفجير السفارة الأميركية في عين المريسة في بيروت والذي جرى في نيسان عام 1983، كما لا تريد تكرار كابوس تفجير ثكنة لقوات المارينز في أكتوبر من نفس العام. وفيما تمت التفجيرات في ذلك العام بواسطة انتحاريين، فإن نصرالله في خطابه الأخير أثار مسألة وجود الآلاف من الانتحاريين الجاهزين للرد على مقتل الجنرال سليماني.
ويرى خبراء أن واشنطن التي لطالما آثرت التراجع أمام التهديدات الإيرانية، تعمل هذه الأيام على انتهاج استراتيجية هجومية من خلال إرسال قوات إلى المنطقة وإلى لبنان، لتأكيد استمرارية حضورها ومواصلتها ممارسة أقصى الضغوط على طهران وأذرعها.
وتعتبر مصادر برلمانية لبنانية أنه لا يمكن للبنان أن ينأى بنفسه عن هذه التطورات التي قد تغير المشهد الإقليمي برمته، وأنه بالتالي سيكون سرياليا تشكيل حكومة تلبي حاجات حزب الله وحلفائه كما حاجات الشارع المنتفض، وأن تأخير تشكيل الحكومة قد يكون بات مطلوبا من الخارج قبل الداخل بانتظار اتضاح معالم العاصفة ومآلاتها.