بروكسل - زكي شهاب
احتل العراق المرتبة الأولى في قائمة الموضوعات التي ناقشها الاجتماع الأول لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي " الناتو" الذي إنعقد بعد ظهر اليوم في العاصمة البلجيكية وكان هم المجتمعين وفي مقدمتهم وزير الدفاع الاميركي مارك إسبر, والامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ, الحرص على إستمرار التعاون والتنسيق بين "الناتو" والحكومة العراقية في مجال تدريب القوات العراقية وتحسين جهوزيتها لتكون قادرة على مكافحة الارهاب ومنع تنظيم داعش المتطرف من العودة الى نشاطه السابق أو السيطرة على أي من الاراضي التي كانت خاضعة لنفوذه سواءا في العراق او سورية بعد دحره منها.
وقال الأمين العام لحلف شمال الاطلسي في مؤتمر صحفي عقده الليلة في ختام الاجتماع الذي أعقبه عشاء عمل, إن استئناف حلف الناتو لنشاطه في العراق في مجال التدريب يتم بالتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية وأنه شخصيا تكلم مع رئيس الوزراء العراقي في عدة مناسبات مختلفة في الاسابيع القليلة الماضية, وأشار الى أنه لمس كل حرص من المسؤولين العراقيين على استمرار حلف الناتو في القيام بمهامه في مجال تدريب القوات العراقية, التي قدمت الكثير من التضحيات وأثبتت شجاعة كانت أساسية لنجاحها في هزيمة داعش على أراضيها.
وشدّد المسؤول الاطلسي على القول إن قوات الحلف لن تبقى لحظة واحدة على الاراضي العراقية بدون موافقة بغداد, وأكد على أن هناك اجماع كامل بين الدول الاعضاء على احترام سيادة
العراق الكاملة على اراضيه واستقلاله. وأن اركان الحلف سيسعون في المرحلة المقبلة الى زيادة فعاليات القوات العراقية الى حين الاستغناء عن خدماتنا لأننا لا نريد لتنظيم داعش المتطرف العودة الى ما كان عليه في السابق من نشاط.
وجدّد ستولتنبرغ الاشادة بدور القوات العراقية في محاربة الارهاب, وأوضح أن دول الحلف تدعم بالكامل كل الجهود المبذولة على هذا الصعيد. وأن لا نيه لأن يبقى أي وجود للناتو في العراق بعد إنتهاء المهام المطلوبة منه.
وكشف الامين العام لحلف الناتو عن موعد لعقد اجتماع للتحالف ضد الارهاب في مدينة ميونيخ الالمانية يوم الجمعة المقبل لوضع خطة عمل للمرحلة المقبلة تركز على تنسيق الجهود لمحاربة العدو المشترك وهو تنظيم داعش سواءاً في العراق أو سورية. كما لفت الانتباه الى الاهمية التي أوليت لمانقشة الوضع في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والدور الذي يمكن ان يلعبه
الحلف لتأمين الاستقرار ومحاربة الارهاب ووضع حد لموجات النزوح التي تشهدها المناطق المتوترة, نظرا لما يتركه ذلك من أثار سيئة تلعب دوراً مهماً في نمو الحركات المتطرفة.
كما احتل الوضع في افغانستان والعمل لاستقراره اهتمام وزراء دفاع دول حلف شمال الاطلسي, ونسب ستولتنبرغ الى وزير الدفاع الامريكي مارك إسبر قوله إن الولايات المتحدة تبذل جهوداً
مكثفة مع حلفائها لاقناع حركة طالبان بالتخلي عن العنف حتى يفسح لها المجال للدخول في حوار مع مختلف الاطراف الافغانية للتفاهم بشأن مستقبل بلدهم والسبل الكفيلة لتأمين الاستقرار بعد عقود من الحروب والصراعات التي حصدت الكثير من الضحايا من مختلف الاطراف.
ونبَه وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي حركة طالبان بأنها لن تربح الحرب في افغانستان لو استمرت في استخدام العنف, بل المطلوب منها التخلي عنه ليكون مقدمة لبدء حوار شامل مع كافة الأطراف الافغانية