السعودية وأميركا

الرياض وواشنطن استطاعتا خلال العقود الماضية تجاوز كثير من فترات التوتر والفتور والأزمات، لأنه كان من غير المقبول أن تفرط الدولتان في علاقة استراتيجية نحو ثمانية عقود. ستة وسبعون عاماً مرَّت على اللقاء التاريخي بين الملك المؤسس عبد العزيز والرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت، على متن السفينة البحرية «كوينسي»، فكانت لحظة تاريخية أسّست لما بعدها.

علاقة الرياض وواشنطن لا تنتظر إشارات حُسن نية أو علاقات عامة، بل ارتكزت على عمل مؤسسي مشترك ومستدام لتحقيق الأهداف منذ زمن بعيد. العمل والتنسيق والحوار المشترك والتعاون الثنائي مستمر على كل الأصعدة، وليس بالضرورة أن يعلَن عن كل شيء، فالاتصالات مستمرة والجداول مزدحمة واللجان عملها لا يتوقف، وعناوين الصحف الصفراء لا تعكس بالضرورة واقع العلاقة اليوم. نعم حدثت اجتهادات غير موفقة ولكن تصحيح المسار هو المطلوب، بدليل ما نسمعه اليوم من تصريحات جديدة تخالف ما سمعناه في الأسابيع الأولى، وهذا ما يعكس أهمية العلاقة ما بين البلدين ورسوخها. ومع ذلك نحن لا نتوقع أن تكون علاقات البلدين وردية دائماً وليس بالضرورة أن تكون وجهات النظر متطابقة، ولكن من المهم أن تقرأ الإدارة الأميركية المشهد جيداً وتُصغي إلى حلفائها وتتلمس مكامن المخاطر، وأن تُميز ما بين الحليف والعدو، وألا تكرر أخطاء إدارة أوباما، عبر صياغة سياسة تخدم أمن المنطقة واستقرارها.