بعبدا

بالوقائع لا بالتحليل ان الحريري نفذ ما كان يصبو اليه، حمل ورقة التكليف في جعبته وغادر وفي تقديره ان العهد هو الخاسر الاكبر. وفي دليل على ان الحكومة صارت في حكم المنسية، أن الزيارة المرتقبة للرئيس المكلف الى موسكو تشير الى ان الحريري وطوال فترة تمتد لأسبوعين لن يخطي اي خطوة باتجاه الحكومة ولا في نيته التوجه نحو بعبدا للقاء رئيس الجمهورية. سلوك في التعاطي جعل بعبدا تجزم بما لا يحمل الشك بأن "الحريري لا يريد او لا يستطيع تشكيل حكومة"، بل هو ذهب بعيداً بأن يشترط حصوله على ثقة نواب تكتل "لبنان القوي" ليعطي رئيس الجمهورية ميشال عون خمسة وزراء مسيحيين والا يعطيه ثلاثة وزراء.

موقف مستغرب تلتقي مصادر بعبدا مع مصادر "التيار الوطني الحر" على انطباع ان "الحريري منذ تاريخ تكليفه ولغاية اليوم لا يملك شيئاً ليعطيه. فقد وكالته السعودية، قامت التظاهرات في وجه حكومته وليس لديه اي مشروع انقاذي للبلد، على ان اساس خوف بعبدا كما التيار من مسألة خطرة وهي رغبة الحريري انتاج النظام ذاته بالاشخاص أنفسهم مالياً ونقدياً. ولذا هناك قناعة بأنه يريد ضرب فكرة التدقيق الجنائي من اساسها وهو يتكل على شركاء له في منظومة عاشت على الفساد والتفلت من المحاسبة".

وتحمل المصادر الحريري مسؤولية تفاقم الازمة وتقول: "اذا لم يدرك الحريري خطورة المماطلة في عدم تشكيل حكومة فانه يتحمل عمداً مسؤولية الانهيار والذهاب الى الفوضى، وعليه ان يفهم ان الحكومة لا تشكل في عواصم الدول الاجنبية"، لتسأل: "ما معنى ان يحدد بعد اسبوعين زيارة لموسكو سوى انه يقول بوضوح لا حكومة قبل اسبوعين وهو في هروبه الى الامام سيجد كل يوم عذراً جديداً".