البابا فرنسيس

لم يكن الحدث أمس لبنانياً على الاطلاق، بل كان من العراق، الذتي زارها سيّد السلام، البابا فرنسيس، حاملاً غصن سلام الى أرض تشلّعت من الحروب على مدى السنوات الماضية. الزيارة التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني والعبر أحيطت باجراءات أمنية أكثر من استسثنائية في ظل التهديدات التي أحطيت بها. الاّ ان هذا الحدث التاريخي لم يحجب الأضواء داخلياً عن الأزمة الحكومية المستمرة على وقع استمرار غليان الشارع، الذي انتفض لليوم الرابع على التوالي رفضاً لما وصل اليه الوضع الاقتصادي على ضوء استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، والذي تخطى أمس عتبة الـ10 الآف ليرة في السوق الموازية، ما خلق نوعاً من الفوضى في السوبرماركات خوفاً من انقطاع المواد. كل  هذا والبحث في الملف الحكومي عالق في بداياته على وقع اتهامات واتهامات مضادة بالعرقلة.

وقد حذّرت أوساط سياسية بارزة وواسعة الاطلاع عبر "النهار"، من التداعيات البالغة الخطورة التي يمكن ان تنشأ عن عدم الاتجاه بسرعة استثنائية الى خطوة انقاذية كبيرة وطارئة واضاءة الإشارات الخضراء امام الحكومة الجديدة، محذرة من معطيات امنية واجتماعية متجمعة لدى جميع المعنيين في السلطة تشير الى ان الحركة الاحتجاجية المتصاعدة قد لا تبدو حتى الان بالحجم الذي أخاف المسؤولين وجعلهم يتحسبون لتداعيات استثنائية في حين ان هذه المعطيات تصف الأجواء والاستعدادات والتحركات الجارية بانها نذير تحركات متدحرجة ولن تقف عند حدود زمنية قريبة بل يرجح ان تتصاعد تباعا كلما بدا الحل السياسي بعيدا بل مستعصيا.