بيروت-لبنان اليوم
بعد أسبوع استثنائي لجهة ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس «كورونا»، تتجه الحكومة اللبنانية، بدءاً من صباح غد الاثنين إلى إجراءات جديدة أكثر صرامة بهدف تفادي الانزلاق إلى وضع كارثي يضعها أمام خيارات قاسية، كإعادة إقفال البلد أو التوجه بشكل غير مباشر إلى الطلب من كبار السن ومن الأشخاص الذين لا يتمتعون بمناعة قوية، بالتزام المنازل، حسب ما أكد مصدر في وزارة الصحة.وسجّل لبنان أكثر من 2700 إصابة بفيروس كورونا، تضاعفت بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، حيث تخطت، أول من أمس، 100 إصابة جديدة. وقال مصدر في وزارة الصحة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنّ الوضع الحالي «حذِر»، لكنه ليس غير متوقع «فنحن وصلنا إلى المرحلة الرابعة من الموجة الأولى لـ(كورونا)، التي تعرف بمرحلة الانتشار والحالات مجهولة المصدر، ولكنّ هذه المرحلة لا تزال تحت السيطرة، واستطاعت الوزارة تأخيرها لتكون أكثر استعداداً لمواجهتها».
ورأى المصدر أنه لا يمكن علمياً السيطرة على الوباء 100 في المائة، فهناك مسار طبيعي وعلمي له، و«من غير المستغرب ازدياد الحالات مع إعادة فتح المطار، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وكما الكثير من البلدان المتقدمة طبياً سنشهد المزيد من الانتشار في الحالات في هذه المرحلة، حتى مع التزام التدابير الوقائية الصارمة. فالإجراءات تخفف ولا تمنع العدوى بشكل كامل».في هذا الإطار، رأى المصدر أنه من المستبعد الذهاب إلى إجراءات أكثر قساوة من تلك المعتمدة، وذلك لسبب أساسي يتعلق بالوضع الاقتصادي الذي يعيشه الناس، ولكن التوجه «سيكون للتشدد أكثر بتطبيق الإجراءات الحالية لجهة السعة القصوى للمطاعم والمسابح والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وأماكن الحجر».وفي سؤال حول اعتماد الوزارة تقصير مدة الحجر الإلزامي للعائدين من الخارج، أوضح المصدر أنّ هناك أكثر من نظرية في هذا الصدد والنظرية المعتمدة في لبنان تقوم على الذهاب إلى الأسهل بسبب الوضع الاقتصادي، فالدراسات تقول إنّ الإصابة بوباء «كورونا» تظهر على 90 في المائة من المرضى في فترة ممتدة بين 5 و7 أيام، وهذا ما اعتمدت عليه وزارة الصحة في لبنان، بينما ترى نظريات أخرى أنه يجب الحجر لمدة 14 يوماً، لأنّ هناك 10 في المائة من المصابين لا يمكن التأكد من إصابتهم خلال 7 أيام.
وشدّد المصدر على أنّ أكثر من 85 في المائة من الحالات في لبنان بلا عوارض، وهذا مطمئن للقطاع الطبي وسلبي على صعيد الانتشار. ولفت أيضاً إلى أنّ الوزارة رفعت عدد الفحوصات اليومية للكشف عن الوباء، وهذا بدوره ساهم في ظهور عدد أكبر من الإصابات.كانت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (الأونروا) أعلنت أنه في إطار متابعة حالات «كوفيد - 19» التي ظهرت في منطقة صور (جنوب لبنان)، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، تم أمس إجراء 329 فحصاً شملت المخالطين وغيرهم في مخيمات الرشيدية (100 فحص) وبرج الشمالي (110 فحوصات) والبص (119 فحصاً)، وبالتعاون مع جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» (مستشفى الهمشري)، كما تم إجراء 30 فحصاً في تجمع القاسمية. وأشارت «الأونروا» إلى أنها تقوم بكل الإجراءات اللازمة بالتعاون مع وزارة الصحة العامة وجميع الشركاء والأطراف المعنية للحد من انتشار الفيروس في المخيمات الفلسطينية، معلنة أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة للعزل الطبي في حال اقتضت الضرورة.
في الإطار ذاته، أعلنت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور في جنوب لبنان، أنه تم تسجيل إصابتين محليتين بالفيروس مثبتتين ومؤكدتين مخبرياً و«مخالطتين لحالة مقيمة»، لافتة إلى أن «عدد المصابين في القضاء ارتفع إلى 162 مصاباً». ودعت جميع القاطنين في قضاء صور إلى الاستمرار في التزام عدم الاختلاط، وتطبيق كل التعليمات الصادرة عن رئاسة مجلس الوزراء وإرشادات وزارة الصحة العامة لتفادي أي إصابة أو ضرر محتمل، وذلك بسبب استمرار تزايد أعداد المصابين، وفق تقارير وزارة الصحة العامة.على خط المناطق اللبنانية، سجل التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار (شمال)، أمس، إصابتين جديدتين بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع عدد المصابين المسجلين في هذه المحافظة منذ 17 مارس الماضي إلى 88 إصابة