الصحافي جان دوندار

اودع جان دوندار السجن قبل شهر بتهمة فضح اسرار الدولة لكن هذا الصحافي التركي الشهير يواصل الكتابة والتواصل مع العالم الخارجي عبر مقالاته اليومية والكتابة عن حياته خلف القضبان.

تشكل قضية دوندار رئيس تحرير جمهورييت كبرى صحف المعارضة التركية واردم غول مدير مكتبها في انقرة مثالا لوضع حرية الصحافة في تركيا حيث وجهت الى الصحافيين تهم "التجسس وكشف اسرار الدولة".

وضع الصحافيان في السجن في 26 تشرين الثاني/نوفمبر لنشرهما في ايار/مايو شريط فيديو التقط على الحدود السورية في كانون الثاني/يناير 2014 ويصور اعتراض شاحنات عائدة لجهاز الاستخبارات التركي وتنقل اسلحة لمقاتلين اسلاميين في سوريا.

اعتبر الرئيس رجب طيب اردوغان نشر الفيديو "خيانة" وتوعد في حديث الى التلفزيون بانه سيجعل دوندار "يدفع الثمن غاليا".

يقبع دوندار وغول في سجن سيليفري القريب من اسطنبول بانتظار محاكمتهما التي لم يحدد موعدها بعد ولكن هذا لم يمنع الصحافي الشهير ومؤلف العديد من الكتب من كتابة مقالاته اليومية التي لا يبدي فيها اي ندم ويروي فيها ظروف حياته في السجن.

في مقاله الاول بعنوان "جاسوس مبتدىء" يروي دوندار لحظات وصوله الى السجن التي تشبه مقاطع من روايات جون لو كاريه الشهير برواياته عن الجاسوسية ابان الحرب الباردة.

ويقول دوندار "في المساء الأول عندما اقتادونا الى السجن سألونا بعد وصولنا عن سبب سجننا: هل هو ارهاب ام جريمة حق عام؟ أجبتهم بكل جدية: انا جاسوس". ويضيف ساخرا "لكن لو انهم سألوني لحساب اي بلد اعمل، لما عرفت بم اجيب" .

تواصل "جمهورييت" نشر مقالات تنتقد الحكومة الاسلامية المحافظة على الرغم من سجن رئيس تحريرها ومن تعرضها لضغوط متنامية ليس اقلها اخضاعها للتفتيش المالي.

خرجت الصحيفة الاثنين بعنوان "علاقات قذرة مع تنظيم الدولة الاسلامية على الحدود" ونشرت ما قالت انه "النص الحرفي لمحادثة بين مسؤولين عسكريين وجهاديين ينسقون عبورهم الى سوريا".