التبغ والتدخين

طالب أطباء متخصصون في أمراض الجهاز التنفسي والقلب والباطنية بضرورة العمل على تفعيل الإجراءات الخاصة بحظر كل أنواع الدعاية والإعلانات المباشرة وغير المباشرة لبيع التبغ ومنتجاته في الإمارات، محذرين من الخطورة التي يسببها التدخين على الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان كالقلب والرئتين والكلى والجهاز العصبي، بالإضافة إلى خطورته على صحة الفم والعظام.

وأوضح الأطباء أن الجهات الصحية في الإمارات التي شاركت في وضع اللائحة التنفيذية لقانون مكافحة التدخين، كان لها دور فاعل في دعم البرامج الصحية المطبقة على مستوى الدولة لمكافحة ممارسات التدخين المختلفة، وحماية المجتمع والحفاظ على الصحة العامة لجميع الأفراد.

وأفاد استشاري أمراض القلب، ورئيس طب القلب الوقائي وبرنامج الإقلاع عن التدخين في مدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتور عبد الرزاق القدور أن الإمارات ماضية في اتخاذ الكثير من التدابير المبتكرة من أجل بيئة خالية من التدخين، وهو الأمر الذي يساهم بشكل كبير في جعل الكثيرين يقلعون عن هذه الآفة الاجتماعية والصحية.

وأضاف الدكتور عبد الرزاق القدور أن تطبيق القوانين الصارمة التي تحظر التدخين في الأماكن العامة، أثبتت فعاليتها على أكثر من صعيد، إذ تضاءلت على نحو لافت حالات النوبات القلبية التي تستقبلها المستشفيات بالبلدان التي تطبق هذه القوانين والإجراءات.

وأفاد طبيب أمراض القلب في دبي الدكتور عبد المجيد الزبيدي أنه ليس من السهل أن يقلع الإنسان عن التدخين، لأنه بات أحد خيارات الحياة العصرية في أذهان الكثيرين، ناهيك عن أن إدمان النيكوتين يماثل إدمان الكحول والمخدرات، الأمر الذي يفسر إخفاق الكثيرين في الإقلاع عن هذه الآفة القاتلة.

وأكد الزبيدي أن الإقلاع عن التدخين لا يوقف التلف الذي أحدثه التدخين فحسب، بل يجعل المقلعين عن هذه الآفة يستردون صحتهم تدريجيًا، وأن المقلعين عن التدخين يشعرون بتحسن في مواجهة كثير من الأمراض مثل الأمراض التنفسية، وأن خطر الإصابة بأمراض القلب الناجمة عن التدخين يتراجع في الوقت ذاته بنسبة تقارب النصف.

وذكر استشاري الباطنة والجهاز الهضمي في مستشفى البراحة الدكتور محمود حموري أن التدخين له دور كبير في حدوث كثير من الأمراض المزمنة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يتوقع أن يأتي في المركز الثالث من حيث سعة الانتشار وحدوث الوفيات في العام 2020.

وأوضح حموري أن التدخين من أهم مسببات الأمراض المزمنة والخطيرة والتي تؤثر على حياة الإنسان، وخصوصًا الأعضاء الحيوية كالقلب والرئتين والكلى والجهاز العصبي، وأن خطورته تأتي من أنه الأسرع حدوثًا حيث أن هناك 100 ألف مراهق جديد ينضمون يوميًا إلى قائمة المدخنين في العالم.

وأضاف أن مرض الانسداد الرئوي المزمن المنتشر بين المدخنين بشكل خاص، لا يزال يشكل قلقًا كبيرًا على الصحة العامة، وأنه نظرًا للانتشار المتزايد للتدخين في الشرق الأوسط، فإن معدلات الإصابة بالمرض مستمرة في الارتفاع، في ضوء النقص الكبير في التشخيص والعلاج.

وبيّن أخصائي جراحة العظام في مركز دبي للعظام والمفاصل في مدينة دبي الطبية الدكتور خلف موسى أن دارسات حديثة أظهرت وجود علاقة مباشرة بين استهلاك التبغ وانخفاض كثافة العظام، وبينت أن التدخين يضر بالكتلة العظمية لدى المدخنين من الفئة العمرية دون 30 عامًا، وأن هذا يؤدي إلى صغر حجم الهيكل العظمي وانخفاض نسبة الكتلة العظمية لديهم مقارنة بغير المدخنين من نفس الفئة العمرية.