الملح

توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن الإكثار والمبالغة من تناول ملح الطعام (كلوريد الصوديوم) قد يؤدي إلى الإصابة بتليف (تشمع) الكبد , ويُعد تليف الكبد من الأمراض المزمنة والخطيرة , حيث يتم في هذا المرض تحول لخلايا الكبد السليمة إلى أنسجة ليفية أو ندوب لا حياة فيها , ما يؤدي إلى إعاقة الكبد عن أداء وظائفه الفسيولوجية المعتادة بشكل طبيعي وصحيح.
 
وكشفت الدراسة الصينية الحديثة عن أن تناول الأطعمة التي تحتوي على مقدار كبير من الملح , كالأطعمة الجاهزة والسريعة والمصنعة (الخضار المعلبة , رقائق البطاطا أو الشيبس , الجبنة وغيرها الكثير) , من شأنه أن يؤثر سلباً على صحة الكبد ويزيد من مستوى تضرر خلاياه .
 
وقد قام الباحثون بجامعة جينان الصينية بإطعام فئران التجارب أغذية غنية بالملح , فإكتشف فريق البحث أن إرتفاع مستوى الملح في الطعام الذي تم تغذية الفئران به , قد آدى إلى ظهور مجموعة من التغيرات السيئة في خلايا الكبد , مثل زيادة مستوى موت الخلايا في الكبد , بالإضافة إلى إنخفاض في معدل إنقسام تلك الخلايا أيضاً , وهذه الأمور السلبية من شأنها أن تؤدي إلى إصابة الكبد بالتليف (التشمع) . 
 
وفي السابق كان قد تم إجراء العديد من الدراسات حول ملح الطعام , وكانت جميع تلك الدراسات قد حذرت من مخاطر الإفراط في تناول وإستهلاك ملح الطعام بشكل يومي ومستمر , فهو يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية المزمنة والخطيرة , كإرتفاع ضغط الدم , وأمراض القلب والشرايين , والسكتات الدماغية , ومشاكل الكلى ......
 
ولابد من الإشارة هنا إلى أن الكمية أو المقدار الموصى به من ملح الطعام للبالغين يومياً هي 2300 ملغم (2.3 غم) كحد أقصى , وقد بينت منظمة الصحة العالمية إلى أن الخبز الذي نتناوله بصورة يومية يحتوي على أكثر من 25% من الحاجة اليومية من ملح الطعام , والسؤال هنا إلى أي مدى نحن نلتزم بالمقدار اليومي المسموح به من الملح ؟