بلوتو

أظهرت صور التقطها المسبار الأميركي «نيو هورايزنز» أن سطح الكوكب القزم بلوتو الواقع في أقاصي المجموعة الشمسية، تغطّيه كثبان من جليد الميثان، وهو اكتشاف مذهل في هذا الجرم ذي الغلاف الجوي الضعيف والذي تنخفض فيه الحرارة إلى 230 درجة تحت الصفر.

والضغط الجوي على سطح بلوتو أقل بمئة ألف مرة مما هو عليه على الأرض، لذا كان العلماء يظنّون أنه من المستحيل تشكّل الرياح هناك.

لكن الصور التي التقطها المسبار التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أظهر وجود كثبان قرب سلسلة من الجبال.

وجاء في تقرير نشر في مجلة «ساينس» العلمية عن الباحثين الذين تولوا دراسة هذه الصور: «يبدو أن المصدر الأرجح لتشكّل التلال هو حبيبات من غاز الميثان حملتها الرياح من الجبال». ولم يستبعد العلماء تماماً إمكان أن يكون الغاز هو الآزوت (نيتروجين).

وتهب الرياح بسرعة تراوح بين 30 و40 كيلومتراً في الساعة، وتتوزّع الكثبان على مساحة طولها حوالى سبعة كيلومترات.

وقال جاني رادبوغ الباحث المشارك في هذه الأعمال: «حين رأينا الصور أدركنا من اللحظة الأولى أننا نرى كثباناً، ودُهشنا لأننا نعلم أنه لا يوجد غلاف جوي في بلوتو يسمح بهبوب الرياح التي تؤدي إلى تشكيل هذه التلال». وأضاف: «مع أن بلوتو أبعد من الشمس بثلاثين مرة مما تبعد عنها الأرض، لكنه يتشارك في بعض الخواص مع كوكبنا».

وقال المشرف على الدراسة مات تيلفر: «كنا نعلم أن الأجرام ذات الغلافات الجوية والسطح الصلب توجد فيها التلال، لكن لم نكن نتوقّع أن نجد ذلك في بلوتو».

ويرجّح العلماء أن تكون هذه التلال حديثة التكوين، أي لا يزيد عمرها عن نصف مليون سنة. وأطلق المسبار «نيو هورايزنز» في العام 2006 وحلّق قرب بلوتو في العام 2015 ملتقطاً الصور لسطحه.