باريس - يوسف محمد
لم يتمكن المدرب الإسباني أوناي إيمري من التوصل بعد للخلطة السحرية التي يضع بها باريس سان جيرمان الفرنسي على درب الانتصارات وذلك بعد بداية باهتة في أول سبع جولات للبطولة المحلية، التي سيطر عليها خلال آخر أربعة مواسم، تكبد خلالها هزيمتين مقابل تعادل وأربعة انتصارات, وما يزيد من مهمة المدرب الباسكي صعوبة مع الفريق العاصمي هو المقارنة بين وضعية الفريق في الوقت الراهن وما سبقها من مواسم سيطر خلالها رجال المدرب الأسبق لوران بلان على جميع الألقاب المحلية الممكنة, وليس هذا فحسب، بل أن على إيمري أيضا إدراك أن المالك القطري للنادي الفرنسي، ناصر الخليفي، لا يضع نصب عينيه سوى تحقيق نتائج قوية في دوري الأبطال، أكثر من البطولات المحلية التي اعتاد الفريق الفوز بها في الأعوام الأخيرة.
وبما أن المصائب لا تأتي فرادى، فعلى إيمري أيضا أن يجد حلا للصداع الذي يمثله موقف اللاعب حاتم بن عرفه في رأس المدرب, وعلى الرغم من انضمامه للفريق الباريسي خلال فترة الانتقالات الصيفية وسط ضجة إعلامية كبيرة وبعد موسم رائع مع نيس، خرج اللاعب، ذو الأصول تونسية، تقريبا من حسابات إيمري الفنية بعدما أخرجه من قائمة الفريق خلال الأربع مباريات الأخيرة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها على اللاعب مشاكل مع مدربيه الذين أجمعوا تقريبا على عدم التزامه في التدريبات على الرغم من موهبته الكبيرة، وهو ما يفسر عدم استدعاء ديدييه ديشامب له للمنتخب الفرنسي خلال بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة.
وما يزيد من موقف إيمري تعقيدا في هذه القضية بالتحديد هي الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب في فرنسا، إلا أن الأمور من الممكن أن تشهد تغييرا جذريا في حالة عودة الفريق لدرب الانتصارات واستعادة مستواه المعروف, ولكن يبدو أن المعاملة التي يلقاها اللاعب من قبل المدرب بدأت تؤتي أكلها، حيث أن اللاعب بعدما كان يبدي امتعاضه من استبعاده من تشكيلة الفريق خلال الآونة الأخيرة، حضر إلى مقر النادي أمس الجمعة للتدرب منفردا، قبل أن يبعث برسالة عبر مواصل التواصل الاجتماعي "أقبل التحدي. باريس لن تشيد في يوم واحد. قضي الأمر".
ويعد هذا هو أول رد فعل للاعب منذ أن طفت الخلافات بينه وبين إيمري على السطح, ومن الممكن أن تكون المواجهة المقبلة للفريق في دوري الأبطال أمام لودوغوريتس البلغاري يوم الأربعاء المقبل بمثابة مؤشر جيد لمعرفة إذا ما تمكن إيمري من ترويض طباع اللاعب الحادة أم لا.
وفي الوقت الذي يعول فيه المدرب على المهاجم الذي طالما يعتقد أنه من سيحمل على عاتقه مسؤولية هجوم الفريق بعد رحيل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، لم يجده بمستواه المعهود, فعلى الرغم من الأهداف الستة التي أحرزها الأوروغواني إدينسون كافاني خلال السبع جولات الماضية، إلا أنه لم يمثل الإضافة القوية لفريقه في المباريات المعقدة، والتي اعتاد إبرا التألق فيها من أجل إنقاذ فريقه.
وبدأت سهام النقد توجه للمهاجم الدولي على صفحات الجرائد، وهو ما يزيد من أوجاع إيمري الذي يمر بفترة ليست هينة وعليه أن يضرب بيد من حديد لكي يستطيع استعادة زمام الأمور داخل الفريق.