باريس - محمد حسن
تعهد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بمعالجة الثغرات الامنية في استاد فرنسا الدولي قبل نهائيات كأس أوروبا التي تحتضنها بلاده بين 10 حزيران/يونيو و10 تمز/يوليو، وذلك عقب الاحداث التي شهدتها المباراة النهائية لمسابقة الكأس المحلية السبت.
"تمت ملاحظة الخلل"، هذا ما قاله كازنوف بعد الفوضى العارمة التي شهدها استاد فرنسا الدولي في العاصمة قبيل المباراة النهائية لمسابقة الكأس بين باريس سان جرمان وغريمه مرسيليا والتي كانت بمثابة "بروفة" للسلطات الامنية للوقوف على استعدادتها لنهائيات كأس اوروبا.
وكان هذا الملعب الذي سيحتضن المباراتين الافتتاحية والنهائية لكأس أوروبا، أحد أهداف الاعتداءات الانتحارية التي شهدتها باريس وضواحيها في نوفمبر واودت بحياة 130 شخصا، لكن الانتحاريين لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم والدخول إلى الملعب جيث كانت تقام مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا.
وفي مباراة السبت التي شهدت حضورا كبيرا بلغ 80 الف متفرج، تمت "غربلة" الجمهور من خلال سياج جديد بارتفاع مترين وضع حول الملعب من ضمن الاجراءات المخصصة لكأس اوروبا 2016، وكان من المفترض ان تفتش الجماهير بشكل دقيق قبل دخولها الى المدرجات، ورغم الإجراءات الامنية المشددة، اشعلت قنابل الدخان داخل الملعب كما عثر على زجاجات وقطع من انابيب بلاستيكية وخوذات مخصصة للدراجات النارية.
وكشفت الشرطة ان مجموعة كبيرة من المشجعين احتشدت عند احد المداخل الاربعة للملعب وتجاوزت رجال الشرطة والأمن، وقبل أقل من 3 اسابيع على انطلاق كأس أوروبا، اضطر كازنوف إلى عقد اجتماع طارىء، الاثنين، مع مسؤولين من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم واللجنة المحلية المنظمة للبطولة القارية.
وقال وزير الداخلية بعد الاجتماع: "اتخذ قرار معالجة الخلل بشكل فوري بهدف ضمان الدخول السلس للمشجعين (الى الملعب)، ولكي نضمن فعالية عملية التفتيش الامني التي تجريه الشركات الامنية الخاصة"، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها اختبار السياج الأمني الجديد وقد اعتبر المحافظ فيليب غالي أن تخصيص أربعة مداخل فقط للجمهور من أجل الوصول إلى الملعب ليس كافيًا، مشيرًا إلى أن عناصر الأمن والشرطة لم تكن قادرة على التعامل مع الوضع.
وسبق لغالي أن أعلن قبل المباراة بأنه لن يسمح لاحد بالدخول إلى الملعب إلا بعد تفتيشه من "الرأس الى اخمص القدمين" لكنه اعترف السبت بعد المباراة بان عمليات التفتيش "لم تتم بالشكل المنهجي المناسب وبنفس الطريقة في جميع نقاط الدخول"، ومن المؤكد أن الاجراءات الامنية المكثفة التي اتخذت السبت كانت مشددة بحسب معايير الأحداث الرياضية في فرنسا، لأنه وبعد أن تجاوزوا السياج، كان المشجعون مضطرين للمرور بنقطتي تفتيش آخريين قبل الوصول إلى مقاعدهم.
ولام القانوني المحلي جان كريستوف لاجارد الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الذي لعب دورًا بما حصل السبت بسبب "مطالبه" الامنية لأن السياج الجديد خلق شيئا شبيها بـ"عنق الزجاجة"، مطالبا اعادة النظر بالترتيبات الامنية بأكملها، وفي إشارة إلى الاعتداءات التي حصلت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال لاجارد: "من خلال خلق عنق الزجاجة، سيتسبب ذلك بجعل الاف الاشخاص عالقين واذا كان هناك انتحاري عند احد المداخل الاربعة، فبإمكانك ان تتخيل حالة الذعر؟".
وكشف كازنوف انه ستتم مراجعة التدابير الامنية في المناطق المخصصة للمشجعين خارج الملاعب في المدن الفرنسية العشر التي تستضيف هذا الحدث القاري، ومن المتوقع ان يتهافت 7 ملايين شخص الى المناطق المخصصة للمشجعين خلال البطولة بينها تلك التي تتسع لـ92 الف مشجع بالقرب من برج ايفل في باريس.