نصري - بيدرو - تشامبرلين

يقف كثير من النجوم في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم على مفترق طرق قبل بداية الموسم الجديد 2016-2017، هؤلاء اللاعبين بحاجة لإثبات الذات والصمود في واحدة من أصعب المسابقات المحلية في العالم بعدما خيبوا الظن بهم في الآونة الأخيرة.

ومع التغييرات الكثيرة التي دخلت على فرق الدوري هذا الصيف، فإن مجموعة من اللاعبين ينتظرون ما يعتبر الفرصة الأخيرة للنجاح في الملاعب الإنجليزية، ونقول الفرصة الأخيرة لأن فشلا جديدا قد يضع مسيراتهم الكروية على المحك.

التقرير التالي، الذي أعدته مجلة "فور فور تو" البريطانية، يسلط الضوء على 5 لاعبين يواجهون الاختبار الحاسم في مشوارهم الكروي بالدوري الإنجليزي هذا الموسم.

أندي كارول (وست هام يونايتد)

من المؤسف ألا يتمكن العملاق كارول من مواصلة التألق في الملاعب الإنجليزية، ارتقاؤه العالي للكرات العالية مستغلا قامته الطويلة جعل منه واحدا من أهم الأسلحة الفتاكة في الـ"بريمير ليج" خلال السنوات الأخيرة، لكن الإصابات لم ترحمه أبدا، ولم يستطع من إكمال موسم واحد على الأقل دون الغياب عن فريقه لفترة طويلة.

إذا فشل كارول في الابتعاد عن الإصابات هذا الموسم مع وست هام، فإن سمعته كمهاجم مرموق ترغب الأندية في ضمه ستصبح عديمة الفائدة، على مهاجم ليفربول السابق رفع مستوياته البدنية والابتعاد عن أسلوب حياة متخبط وغير صحي إذا ما أراد الاستمرار في وست هام والمشاركة بشكل دائم في انتصارات وإلا سينتهي به المطاف كمهاجم في طي النسيان، خصوصا وأنه ينال ثقة المدرب الكرواتي سلافن بيليتش.

لعب كارول ما مجموعه 143 مباراة في الدوري الممتاز، زميله أرون كريسويل الذي يصغره بعام لعب ضعف هذا العدد، ولا يبدو وست هام راغبا بالتخلي عن كارول مصرا على منحه فرصة أخيرة لإثبات نفسه كهداف من العيار الثقيل.

بيدرو رودريجيز (تشيلسي)

قبل 7 أعوام كان بيدرو جناحا لا يعرفه أحد في الفريق الرديف لبرشلونة الإسباني، اكتشفه المدرب جوسيب جوارديولا، ووضع ثقته بإمكاناته ليصعد به إلى الفريق الأول، فأصبح اللاعب القصير القامة أساسيا في موسمه الأول وساهم في فوز الفريق الكاتالوني بالسداسية التاريخية، وكان اللاعب الوحيد الذي يسجل أهدافا في البطولات الست.

على النقيض تماما، كان موسمه الأول مع تشيلسي مخيبا بكل المقاييس، هرب إلى الفريق اللندني الأزرق للتخلص من جحيم مقاعد البدلاء بعد سيطرة الثلاثي ليونيل ميسي ونيمار ولويس سواريز على التشكيلة الأساسية في برشلونة.

انتقاله إلى تشيلسي حدث في التوقيت الخاطئ، لأن المدرب السابق جوزيه مورينيو كان حينها يعاني مشكلات تمنعه من إعادة الفريق لمستواه.

لم يرو بيدرو ظمأ أنصار تشيلسي رغم بدايته القوية في أولى مبارياته الرسمية مع الفريق، أحرز 8 أهداف لم ترتق لحجم الصفقة التي انتقل بموجبها للفريق (22 مليون جنيه إسترليني)، ويتوجب على بيدرو الانتفاض سريعا هذا الموسم لأنه أكمل التاسعة والعشرين من عمره، والفشل مجددا يعني انتهاء مشواره الكروي على مستوى الأندية العملاقة.

أليكس أوكسلايد-تشامبرلين (أرسنال)

لا يشكك النقاد الإنجليز أبدا في موهبة لاعب الوسط أوكسلايد-تشامبرلين، لكن قليلين أيضا يعرفون المزايا التفصيلية لقدراته، وذلك لأنه فشل حتى هذه اللحظة في تقديم الصورة الكاملة عن نفسه.

سيبلغ أوكسلايد-تشامبرلين الثالثة والعشرين بعد يوم واحد من مباراة أرسنال الأولى في الدوري، ما يعني أن السن لا يمثل مشكلة، ما يحتاجه اللاعب الشاب معرفة المكان الذي يناسبه على أرض الملعب، حيث يصف تشامبرلين نفسه بأنه لاعب وسط ارتكاز، إلا أن النقاد يدركون افتقاره للنظرة الثاقبة والقرارات السريعة في منتصف الملعب.

وإذا شارك تشامبرلين كلاعب وسط مهاجم فإنه لا يملك حسا تهديفيا أمام المرمى، والدليل إحرازه 7 أهداف فقط في 5 مواسم بالدوري، رغم أن تسديداته تتميز بالقوة والدقة.

لا يوجد مبرر لشعور أرسنال بالقلق حيال لاعبه الشاب، فهو مازال شابا راغبا بالتعلم، ويتحتم على المدرب أرسين فينجر اكتشاف مواهبه الدفينة واختيار أفضل موقع في الملعب يناسب قدراته، لأن لاعبا بإمكانياته الفردية بات عملة محلية نادرة في الملاعب الإنجليزية.

مروان فيلايني (مانشستر يونايتد)

من تابع مروان فيلايني قبل انتقاله من إيفرتون إلى مانشستر يونايتد يعرف أنه واحدا من أفضل اللاعبين أصحاب الأدوار المتنوعة في الدوري الممتاز، ومن شاهده في يونايتد منذ العام 2013 يدرك أن هذا اللاعب لا يملك على أرض الملعب سوى شعرا مجعدا وضربات كوع غير قانونية.

توجه فيلايني إلى مانشستر يونايتد بصفقة قيمتها 27 مليون جنيه إسترليني ليلحق بمدربه السابق ديفيد مويس، الذي أراد من لاعبه صاحب القامة الطويلة القيام بدور اللاعب رقم 10، أي الوقوف وراء رأس الحربة واحتلال مكان مناسب في منطقة الجزاء يمكنه من الارتقاء المناسب للكرات العرضية، وما أن رحل مويس عن تدريب الفريق حتى أناط المدرب الهولندي لويس فان جال للاعبه البلجيكي دور لاعب الوسط الارتكاز.

تصرفات فيلايني العنيفة أمام الخصوم حولته أيضا إلى لاعب مكروه لا يمكن ضمان بقائه كثيرا لكثرة تلقيه المخالفات، لكن من الصعب عدم التعاطف معه في بعض الأحيان، لأن أحدا لم يمنحه الاستقرار الفني منذ انضمامه إلى يونايتد، وربما يتغير الحال بعد قدوم مورينيو للفريق.

سمير نصري (مانشستر سيتي)

لا يمكن إغفال موهبة سمير نصري في صفوف مانشستر سيتي رغم أنه لم يلعب دورا حاسما في صفوف الفريق بآخر موسمين بسبب الإصابة وفقدانه مكانه الأساسي في التشكيلة.

ومع قدوم لاعبين أمثال كيفن دي بروين، ورحيم سترلينج، وبروز آخرين مثل النيجيري كيليتشي إيهيانيتشو، إضافة إلى التوقيع مع الإسباني نوليتو، يزداد الأمر صعوبة على نصري الذي لعب دورا مهما في إحراز مانشستر سيتي لقب الدوري العام 2012 إلى جانب زميليه الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، والإسباني دافيد سيلفا، ثم تكرر الإنجاز بعدها بعامين.

يشبه نصري إلى حد كبير الإسباني أندريس إنييستا على أرض الملعب (دون المقارنة بين الإمكانيات الفردية بين الاثنين)، فهو ماهر في صناعة الألعاب ومحب للاختراق ورفع الكرات العرضية من الجهة اليسرى، وهي أمور تفيد سيتي في سعيه للعودة إلى منصة التتويج، لكن يبقى على المدرب جوارديولا أن يرفع ثقة الفرنسي البالغ من العمر 30 عاما بنفسه، كي يعود إلى أفضل حالاته البدنية والنفسية.