الرياض – كريم ابوالعلا
لم يعد دور الظهير في مفهوم كرة القدم الحديثة أداء الدور الدفاعي فقط مع المساندة الهجومية، بل تحول لمفتاح مهم من خلال مشاركته في الصناعة والتسجيل دون الإخلال بأدواره الرئيسية في الدفاع والمساندة الهجومية.
ويجسد الظهير الأيمن للهلال الدولي الشاب محمد البريك نموذجا يحتذى للظهير العصري، إذ بات ينافس صناع اللعب والمهاجمين على مستوى صناعة الأهداف والفرص والتسجيل، بل إن أرقامه العالية جعلته واحدا من أفضل الأظهرة على مستوى الكرة السعودية في الوقت الحالي، بمساهمته مع الهلال في 24 هدفا، صنع منها 18 وسجل 6، متفوقا على لاعبين أمضوا سنوات طويلة في هذا المركز، ليحجز مقعدا أساسيا في صفوف المنتخب المتأهل إلى مونديال روسيا الصيف القادم.
البريك ذو الـ25 عاما المتدرج في الفئات السنية للزعيم أعير قبل موسمين لنادي الرائد، قبل أن يستعيده الهلال صيف موسم 2015 ويقدمه المدرب اليوناني دونيس حينها بشكل مميز، إذ ساهم في موسمه الأول مع الأزرق في صناعة وتسجيل 7 أهداف على مستوى دوري المحترفين، من خلال تسجيله لهدفين وصناعته لـ5 أهداف وضعته كثاني أفضل صانع أهداف في الهلال بالدوري في موسم 2015 - 2016، بعد لاعب خط الوسط نواف العابد، إلا أن نجوميته لمعت بشكل بارز في الموسم الماضي بمساهمته في 15 هدفا، إذ صنع 12، وسجل 3، ساعدت الزعيم على تحقيق ثنائية الدوري وكأس الملك.
أرقام مميزة
صل على لقب أفضل لاعب سعودي في موسم 2016 -2017 حسب إحصاء وأرقام opta، إذ يعتبر عنصرا ثابتا في تشكيلة الأرجنتيني دياز، وأحد أهم مفاتيح اللعب في الفريق الأزرق.
كما نجح في مسابقة دوري المحترفين الموسم الماضي في صناعة 4 أهداف كأفضل ثالث صانع على مستوى فريقه، وسجل هدفا وحيدا في 20 مباراة شارك فيها على مستوى الدوري، فيما سجل هدف فريقه الوحيد في بطولة السوبر الموسم الماضي، وصنع هدفا وسجل مثله في كأس ولي العهد، بينما اكتفى بصناعة هدف وحيد في مسابقة كأس الملك التي حققها الهلال على حساب الأهلي.
ولم يكتف البريك بالحضور المحلي مع فريقه، بل قدم نفسه بشكل مميز على المستوى الآسيوي، وكان عنصرا فاعلا في وصول الهلال للنهائي الآسيوي الذي خسره أمام أوراوا الياباني، بمساهمته في ربع أهداف فريقه بالبطولة، إذ صنع 6 أهداف وضعته كأفضل صانع أهداف بفريقه في دوري أبطال آسيا.
انحدار مفاجئ
شهد مستوى اللاعب انحدارا مفاجئا بعد النهائي الآسيوي، إذ لم يصنع أو يسجل أي هدف في آخر 12 جولة على مستوى الدوري، إضافة إلى مباريات كأس الملك وأول جولتين من دوري أبطال آسيا.
وشارك البريك هذا الموسم على مستوى الدوري في 15 مباراة ساهم فيها بهدفين فقط، إذ سجل هدفا بمرمى التعاون في الجولة الثانية، وصنع آخر للمحترف البرازيلي كارلوس إدواردو في الجولة التاسعة، ليصوم بعدها عن التسجيل والصناعة في المسابقات كافة.
ظهير متكامل
أكد لاعب الهلال الدولي السابق الدكتور سعود الحماد أن البريك يعتبر أنموذجا للظهير العصري المتكامل الذي قدم نفسه بشكل مميز في الموسمين الأخيرين بعد عودته من الإعارة مع فريق الرائد، إلا أنه عاب عليه ضعف بنيته الجسدية وعدم العمل على تقويتها بالشكل المطلوب من خلال تدريبات الحديد. فيما رأى أنه ليس ضعيفا على المستوى الدفاعي لأن الدور الذي يقوم به يتطلب لياقة عالية، وفي حال تقدمه للهجمة فإن المطلوب من أحد المحاور تغطية مكانه لمنحه حرية أكبر في اللعب.
وطالب الحماد من اللاعب الاهتمام بإنهاء الهجمة بشكل صحيح، خصوصا في التسديد من خارج المنطقة أو العرضيات المخادعة لحراس المرمى في بعض الأوقات التي يمكن الاستفادة منها في تسجيل الأهداف.
ويرى الكابتن حاتم خيمي أن سبب هبوط مستوى البريك هو غياب إدواردو الذي يشكل معه ثنائيا، إذ يقوم تكتيك دياز على عرضيات البريك لإدواردو الذي يجيد دور القادمين من الخلف بشكل ممتاز، مطالبا اللاعب بمراجعة حساباته والعودة لمستوياته.