في العلاقات أحياناً، يكون كل شيء على ما يرام، إلى اليوم الذي تختلف فيه الرغبات. يحبك لكنه لا يريد الارتباط. في هذا المقال، نقدم لك نصائح تساعدك على تخطي هذه الأزمة التي من شأنها أن تسبب لك قلقا مستمراً وتأثر بشكل جد سلبي على حياتك.
ماذا يعني الارتباط؟ 

الانتقال للسكن معاً، الرغبة في الأطفال، الرغبة في الزواج...كل شريكين يتقدمان في علاقتهما حسب نمط معين، لكن في جميع الأحوال، فإن هذا النوع من القرارات يتم اتخاذها من قبل الشريكين سوياً. فماذا يحصل إذن إن كان الشخص الذي تشاركه حياتك غير موافق على مثل هذه القرارات؟
 
تقول أخصائية النفس إليزابيث كوزون في هذه الصدد أن الارتباط هو تحمل المخاطر ووجود الثقة في النفس، في الآخر وفي الحياة. الذهاب بعيداً في العلاقات يتطلب استسلاماً وتقبل الضعف الموجود بداخلنا. 
تفهمي تحفظات الشريك

أولا، و قبل أن تتخذي أي قرار خاطئ، حاولي عقد جلسة مصارحة مع شريكك، فقد تكون هناك عدة أسباب وراء هذا الرفض، حتى أنك قد تكونين أنت بنفسك سبباً غير مباشر لها. 
 
• ابدئي بالبحث عن جروح ماضية في حياة شريكك, فمثلاً من الممكن أن طلاق والديه كان فترة صعبة جدا في حياته جعلته يخشى تداعي زواجه في المستقبل. 
 
• بعض الرجال يملكون شخصيات تدفعهم للبحث عن المرأة المثالية عند الزواج، والتي بالتأكيد لا تتواجد في العالم الواقعي، مما يمنعه من الارتباط بمن لا يعتبرها مثالية. 
 
• يمكنه أن يكون خائفاً من الشعور أنه على وشك دخول سجن بملء إرادته. غالباً ما يرتبط هذا الخوف بالبيئة التي نشأ فيها والتيمن المحتمل أنه كان يسودها استبداد و سيطرة كبيرة من الوالدين، و هذا ما يبعده عن الدخول لهذا "السجن" من وجهة نظره. 
 
• هناك نوع من الرجال يذعر كثيراً لفكرة التخلي عن الخصوصية، فالارتباط يعني أن يصبح كل شيء على المكشوف، لأنه لا مكان هنالك للسرية. 
 
• من المحتمل أن يكون حبيبك مصاباً بهوس الشك الذي يدفعه للشك بكل ما يوجد حوله ويمنعه بذلك من الارتباط. يعود هذا الهوس غالباً لنقص في الثقة بالنفس.
 
• يجد بعض الرجال صعوبة في التخلي عن بعض الأشياء، فالذهاب أبعد في العلاقة يتطلب الوصول لتسوية بين الشريكين للتنازل عن أشياء كثيرة، ومشاركة معظم أوقات الفراغ، الشيء الذي قد يسبب ضغطاً على الرجل.
 
• الشعور بفقدان السيطرة على حياته قد يضطره لتغيير رأيه في الارتباط، فالانتقال لمنزل جديد، إنجاب أطفال وغيرها من القرارات المشتركة تجعل الرجل يحس وكأنه فقد السيطرة على نمط حياته.
 
• إذا كان شريكك قد خرج حديثاً من علاقة باءت بالفشل، فمن المحتمل أنه لا يزال متعلقاً بالمرأة التي عاش معها قصة سابقة أو أن جروحه لم تلتئم بعد، أو أن فترة حزنه لم تكتمل تماماً، مما يمنعه من المضي قدماً في علاقته معك. كما أن احتمال خوفه من تكرار نفس التجربة معك قد يدفعه بعيداً عن قرار الارتباط بك أو بأي امرأة أخرى.
ما الحل في هذه الحالة؟ 

بمجرد الانتهاء من رصد الأسباب المحتملة لرفضه فكرة الارتباط، تحدثي معه لعقلنته و طمأنته حيال الموضوع.
 
أما إذا كان يرفض الإجابة عن أسئلتك ومناقشة الموضوع، فأخصائية النفس تشدد في هذه الحالة على تركه لبعض الوقت, لا تستعجليه و أظهري له أنك مستعدة لسماعه عندما يكون مستعداً لهذا الحديث. 
 
تقول الدكتورة كوزون أننا نعيش في مجتمع متطلب، يتطلع دائماً إلى المزيد في كل وقت. لماذا لا نأخذ الأمور بروية و نستمتع بالوقت الراهن؟ 

احذري أن تكوني من الأشخاص الذين يستاءون من كل شيء، فهؤلاء لا يرضيهم شيء  في العلاقة و لا شيء يكفي غرورهم حتى و لو كان كل شيء على ما يرام. هنا، يجب العمل على كبح هذا الاستياء الدائم قبل أن يفوت الأوان. راجعي نفسك ولا تضغطي على شريكك لكي لا يضيع من بين يديك.
 
اعلمي أيضاً أن الثقة تحتاج وقتا لتبنى، والارتباط يتطلب ثقة الزوجين في بعضهما، لذا فمسألة الارتباط من عدمها هي فرصة للوقوف على مدى ثقتكما في بعضكما. فأين أنتما من ذلك؟
 
ما العلامات الصغيرة التي تؤشر إلى أن العلاقة في الخط الصحيح؟ وما هي الدلائل على أن هذه العلاقة توفر لك كل احتياجاتك، خاصة العاطفية منها؟ أعيري اهتماماً أكثر للتفاصيل الصغيرة. قد لا يكون موافقاً على الزواج منك، لكنه هو من ينظم السهرات الرومانسية، هو من يفاجئك في حين لا تتوقعين ذلك، وهو من يهتم بك ويجعلك سعيدة. حاولي أن تنظري للأمور من الزاوية الإيجابية، واعتبري أن الكوب نصف ممتلئ وليس نصف فارغ. 
 
انتبهي من التقدم السريع في العلاقة، فهذه الأخيرة تتطلب وقتاً وصبراً من الطرفين لتقوم على أسس صحيحة قبل طرح فكرة الارتباط. فكلما بنيت العلاقة بسرعة، زاد خطر أنها قد تتداعى بسرعة. 
 
أخيرا، تخلي عن أحلام أميرات ديزني و أبطال أفلام هوليود، تخلي أيضاً عن الصورة النمطية التي بناها المجتمع عن الزواج النموذجي، فهنالك عمل يجب القيام به من قبل الشريكين لتجاوز جروح ماضية، و لتعزيز الثقة و احترام النفس قبل القيام بالخطوة التالية.
ماذا إن كنت غير سعيدة بهذا الوضع؟

تصر أخصائية النفس على وضع حد لهذا الوضع دون تشكيل ضغط على الشريك. فعلى سبيل المثال، إن لم يتغير الوضع للسنة القادمة، وإن كان حبيبك لا يزال رافضاً لفكرة الارتباط، حينها سيكون الوقت لاتخاذ قرار تنهي به معاناتك. 
 
اسألي نفسك عن ماهية مشروع حياتك. في هذا الخصوص، ليس بالضرورة أن تكون لديكما نفس الرؤية لمستقبليكما، و بما أنه لا يتوجب عليك الاستمرار مع أحدهم في العلاقة لمجرد أنك تحبينه، فلن يكون عليك التضحية بأعز ما تريدينه لنفسك في المستقبل القريب. من المؤكد أن الاستمرار في علاقة لا يتشارك فيها الحبيبان نفس المشاريع لن يتسبب إلا في تدهورها العاجل. احترمي قراره واحترمي رغباتك أكثر، فكل حر في بناء حياته كما يتمنى.
 
خذي قرارك على أساس مناقشة عميقة وأسئلة أساسية، وان وصلتما لاستنتاج مفاده أنكما لا تريان مستقبلاً يجمعكما على نفس الطريق، فليس هنالك سبب وجيه يبقيكما معاً.