سيدني ـ العرب اليوم
تمثل جزيرة الكنغر الواقعة قبالة الساحل الجنوبي لأستراليا، تجربة مدهشة لمن يرغب في الاستمتاع بالحياة البرية والطبيعة الخلابة، وتقع هذه الوجهة الساحرة على بعد نصف ساعة من ايدلايد عن طريق الجو، فيما تستغرق الرحلة بالسيارة ثلاث ساعات. ويمكنك مشاهدة حيوان الكنغر المقدر عدده بـ 60 ألفًا، نوعًا واحدًا فقط من الحيوانات الموجودة في الجزيرة، حيث تضم العديد من الزواحف وحيوانات أخرى غير عادية، ويختبئ الكنغر في الأدغال بينما تحلق النسور المفترسة بشكل دائري في الأعلى.
ويقع طريق جزيرة الكنغر الذي يبلغ طوله 61 كم والذي افتتح في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على بعد ثمانية اميال قبالة ساحل جنوب أستراليا، ويمتد عبر شجيرات كثيفة من الساحل الوعر لحديقة "فليندرس تشيس" الوطنية، جنوب غرب الجزيرة، إلى حديقة " كيلي هيل كونسرفيشن". وبعض من الطرق الأخرى كانت قيد الاستخدام لمدة 30 عامًا، ولكن هذا الطريق أصبح العلامة التجارية الجديدة، فيحتوي على سلسلة من وسائل الراحة، فيمكنك التخييم على طول الطريق، وبالتالي فإن رحلتك يمكن أن تكتمل في خمسة أيام. ويمكن للمتجولين القيام البقاء أكبر عدد ممكن من الأيام أو عدد أقل كما يختارون - على الرغم من أن نقطة البداية، والانتهاء من السهل أن تذهب إليها بالسيارة، ويمكنك نصب الخيام أو الحصول على مساعدة شركة لنقل الحقائب والمعدات لكل يوم.
والجزيرة، التي اكتشفها المستكشف البريطاني ماثيو فليندرس في رحلته عام 1802 في أستراليا، هي ملجأ لكثير من الكنغر، وكانت الحديقة الوطنية "فليندرس تشيس" ملجأ للحيوانات المهددة بالانقراض منذ أوائل القرن العشرين. ويقول المرشد السياحي تيم، إنها كانت بمثابة "سفينة نوح"، لم يصل إليها الإنسان فلم تدمر الحياة البرية بها، وتم إدخال مجموعة من الحيوانات إلى الجزيرة لإنقاذها من الانقراض". وهناك أنواع كثيرة من شجرة اللثة على الجزيرة، ويمكنك ان ترى حيوان الـ"كوالا" والتي تنام بها.
وحيوانات أخرى تحب نبات الـ"أوكالبتوس" وتختبئ بين الشجيرات القصيرة، كنحل جزيرة ليغوريان، والذي جاء من إيطاليا في القرن الـ19 ليستفيد من تلك النباتات، لإنتاج العسل. ويمكنك أن ترى افواه الكهوف في التل المقابل للجزيرة، وحيث كان يعيش السكان الأصليين للجزيرة، لقد احتلوا الأرض قبل 5000 سنة، واختفائهم مازال لغزا حتى الآن، ويعتقد البعض انه بسبب الحرائق المدمرة أو بسبب الجفاف.
وعند نقطة ما يأخذك الطريق إلى الشاطئ حيث يوجد زوج من القوارب، مهددان بالانقراض ويخطيهما الرمال. ولا توجد حياة بشرية على هذا الشاطئ، أو في أي مكان على هذا الجزء من الجزيرة: وأنت لن تواجه أي شخص في هذا المكان. ويمكنك زيارة "كيب دو كويديك" وهو واحدًا من الأكواخ القديمة، حيث الحياة البسيطة، لا تلفزيون أو واي فاي وديكور بسيط، وتشاهد بالقرب من الكوخ قوس "الادميرال" في حديقة فليندر تشايس، ويعد أحد العجائب الطبيعية حيث تكون نتيجة تآكل كهف قديم، بسبب موجات المحيط، وتحول إلى جسر طبيعي، يمنح زائريه فرصة للاستجمام، بين أجمل المشاهد الطبيعية في العالم، مع مشاهدة مجموعة من الحيوانات في بيئتها الطبيعية.
وتقول ماري، وهي ابنة مستوطن انشأ مدينة بارندانا في وسط الجزيرة، في أربعينات القرن الماضي، أن هناك العديد من الطيور المائية النادرة في الجزيرة. وأضافت "هذا هو المكان الذي يسلك فيه الناس بعضهم البعض. كما شهدت تحولًا دراماتيكًيا في المواقف على مدى السنوات الثلاثين الماضية، حيث أصبح المزارعون الذين كانوا يحصدون "الخضروات" هم من يحفظ الطبيعة بأنفسهم.
وأضافت "تعتبر السياحة أهم مصادر الدخل في الجزيرة. وتوجد بها محمية محظور الصيد فيها مساحتها 570 كيلومتر، ويستطيع السياح مشاهدة طائر البطريق، والتمتع بخط الساحل المتعرج الطبيعي، ومحبي حيوان الكنغر يأتون هذه الجزيرة من كل حدب وصوب، إضافة إلى وجود حيوانات نادرة من الصعب رؤيتها في أي مكان آخر في العالم".