لندن ـ ماريا طبراني
تضع السفينة "آزورا" علم بريطانيا العظمى على الطابق الأعلى، وهي واحدة من أكبر السفن في أسطول "P & O"، وتبدأ السفينة مسيرتها التي تمتد ثلاثة أيام حتى تصل ساوثامبتون، وتعتبر سفينة سياحية بمواصفات خاصة تناسب الرحلات العائلية، حيث يتوافر فيها الأمان بالنسبة إلى الأطفال، إلى جانب الاستمتاع بالهواء الطلق ومشاهدة غروب الشمس. وكانت عبارة "طفل مفقود" هي أصعب كلمة يمكن أن تسمعها أم خلال رحلة بحرية في عطلة الصيف. فقد فوجئت بأن ابنتي التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات مفقودة على متن السفينة "AZURA"، وووفقًا لما قالته ثلاث من أخواتها الكبار، شوهدت الفتاة للمرة الأخيرة في البوفيه على سطح السفينة، ولكن المقلق أن المطعم له أبواب أوتوماتيكية تؤدي إلى حمامي السباحة وأربعة أحواض جاكوزي في الهواء الطلق. ولكن، بعد عشر دقائق تم العثور عليها من قبل أحد أعضاء طاقم العمل، وقام بتسليمها إلى الاستقبال. لذلك يبدو أننا لا نستطيع البقاء على متن سفينة سياحية لفترة طويلة. كان هذا هو الموقف الوحيد خلال رحلة استغرقت 16 يومًا في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، ولكنه دليل على مهارة "P & O" في حفظ أمن الأُسر، في ظل كل هذه الضغوط والتوترات المعتاد حدوثها خلال العطلات. لم أكن أعتقد للحظة أنني سأضطر لوعد أولادي بجوائز ومفاجآت ليتخلوا عن السفينة، وينزلوا على الأراضي الجافة. فقد كان من المفترض أن يتعرفوا على جزء من أوروبا فقد توقفت "AZURA" في سبعة موانئ، وهي مالاغا، كوركولا وهي جزيرة خلابة رائعة مقابلة لكرواتيا، والبندقية، دوبروفينك، كيفالونيا، صقلية، وأخيرًا، مايوركا. بالنسبة إلى المبتدئين، هناك الكثير من الأشياء لفعلها بعيدًا عن عائلتك، وبالنسبة إليّ كان الجلوس بجانب تراس حمام السباحة في الجزء الخلفي من السفينة هو أفضل مكان لمشاهدة غروب الشمس، مع كوب من مشروبي المفضل. أما أولادي الثلاثة فكانوا يقضون وقتهم في اللعب ومشاهدة الشعاب المرجانية، ضمن برنامج لرعاية الأطفال تقدمه "P & O" على السفينة. فأما ابني الذي يبلغ من العمر 13 عامًا، فكان يقضي معظم وقته في المكان المخصص للمراهقين. وأما بالنسبة لآنا التي تبلغ من العمر 11 عامًا، ومونتي تسع سنوات، ودوللي التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات فيقضون معظم الوقت في المساحة الملونة الخاصة بالأطفال، والتي تلبي احتياجات كل فئة عمرية بعناية، بما في ذلك منطقة للعب في الهواء الطلق، وحمام سباحة صغير. كنت أستطيع مراقبتهم من خلال بيت من زجاج، وهو مكان البار المفتوح على سطح السفينة المذهلة، فقد تم تصميمه على أحدث طراز، كما أنه يحتوي على أفخم الأثاث، ويقدم أشهى المأكولات البحرية واللحم الرائع. تحتوي السفينة على تراس رائع للاستمتاع بالهواء الطلق، ومنتجع صحي للكبار فقط، لا يمكن للأطفال الوصول إليه. وعلى الرغم من أن جميع الأندية مفتوحة من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعات الأولى من الصباح، إلا أن هناك دار حضانة ليلية حتى يمكنك وضع طفلك الصغير فيها إلى ميعاد نومه، بينما تستمتعين بعشاء رائع في أحد مطاعم السفينة، ولهذه الأسباب تعود الأسر إلى السفينة "AZURA" مرارًا وتكرارًا. إذا سألت أطفالي عن أفضل شيء يحبونه فسيكون الرحلة البحرية التي استمرت لمدة أسبوعين في عرض البحر. استمتع أطفالي أيضًا برحلة رائعة في البندقية داخل الجندول، ولكن تلك الرحلة لم تكن أفضل من عروض " AZURA". وبعد جولة كبيرة في الشوارع الخلفية لواحدة من أكبر وأكثر المدن شهرة في أوروبا سألت أولادي عن رأيهم في هذه الهندسة المعمارية، ونظام الممر المائي المذهل، وكانت الإجابة "نعم جميلة، ولكن هل يمكننا العودة مرة أخرى إلى نادي الأطفال في السفينة؟". استسلمت أخيرًا لأطفالي، وفي المرة المقبلة سنتخلى عن التاريخ والثقافة والتعليم، وأثناء عبور المحيط الأطلسي، لأنهم سيعطون اهتمامهم التام للسفينة.