فيكتوريا ـ د.ب.أ
تستقطب جزيرة غوزو السياح من جميع أنحاء العالم ودرة البحر المتوسط، كونها أكثر هدوءاً وجمالاً من مالطا، الشقيقة الكبرى لها، وامتيازها بكثرة الخلجان الصخرية والمعابد الضخمة ومزارع الكروم والزيتون.
ويشهد فصل الصيف قدوم مئات السياح يومياً إلى هذه الجزيرة للاستمتاع بالبحيرة الزرقاء، التي تشتهر بمياهها الفيروزية المتلألئة، بالإضافة إلى الشواطئ الرملية الناعمة والاستمتاع بما توفره الجزيرة من إمكانيات مميزة للغوص والسباحة، كما تمتاز ببرج سانتا ماريا بلونه المائل للصُفرة.
على الرغم من أن سكان جزيرة غوزو يتحدثون بلهجة خاصة بهم ولهم أسقف خاص بهم وتاريخ خاص، إلا أنه لا يمكن فصل الجزيرة عن مالطا. وتتمتع هذه الجزيرة الصغيرة بعاصمة خاصة بها كانت تسمى "راباط" لفترة طويلة، إلى أن تم تغيير هذا الاسم إلى "فيكتوريا" منذ عام 1887، تكريماً لملكة بريطانيا التي كانت تحتل هذه الجزيرة آنذاك.
حضارة مُحيّرة
وعلى مسافة قريبة من مدينة فيكتوريا باتجاه الشمال الشرقي توجد مدينة "زاغرا" بالإضافة إلى معبد "غانتيجا" الذي يقع على مشارفها. ولا تزال الحضارة المغليثية، التي تركت بعض آثارها بجزيرة غوزو، من الأمور المُحيّرة. وتضم هذه الأثار مباني حجرية ضخمة، ربما كانت تُستخدم في الطقوس الدينية، ويرجع تاريخ هذه المنشأت والمباني إلى 3600 سنة قبل الميلاد.
ونظراً لعدم وجود أية مصادر مكتوبة فيمكن للمرء أن يخمن فقط ما طبيعية هذه المباني. وانتهت الحضارة المغليثية بجزيرتي مالطا وغوزو حوالي 2500 قبل الميلاد لأسباب لا تزال مجهولة. ولكن من الأمور المثيرة للدهشة أن الكتل والألواح الحجرية المستخدمة في بناء المعبد يصل وزنها إلى 60 طناً، وهو ما يدعو للتساؤل عن كيفية نقلها إلى هذا المكان.
ويندرج معبد "غانتيجا" حالياً ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، ويوضح للسياح بعض المعلومات عن حضارة العصر الحجري، إذ توجد بعض الكتل الحجرية الضخمة، والتي ربما تم استخدامها في المعبد بمثابة مذبح.
وبالإضافة إلى ذلك يأتي بعض السياح حالياً إلى المعبد للبحث عن نقاط القوة الغامضة. كما يتخيل بعض السياح بعض طقوس العبادة الوحشية، إذ كانت الكاهنات في العصر الحجري الحديث يقومون بذبح القرابين بواسطة شفرات من أحجار السبج.
وفي المساء يزدحم الطريق بالسياح مرة أخرى أثناء عودتهم إلى ميناء "مغار" لركوب العبارة والعودة إلى جزيرة مالطا. ويشاهد السياح في سماء الجزيرة مجموعات كبيرة من السحب البيضاء، وبعد ذلك يصعد السياح إلى العبّارة مرة أخرى، التي تنطلق مسرعةً إلى جزيرة مالطا تاركةً ورائها جزيرة غوزو الحالمة والهادئة.