القاهرة ـ لبنان اليوم
يُقال عن الضوء إنّه "نصف رفيق"، فهو مؤنس للوحشة حتماً، ومنير للمسير... بالإضافة إلى دور الضوء الأساسي في تجميل ديكور المنزل. راهناً، يولي المصمّمون أهمّيةً متزايدةً للضوء، في مشاريعهم السكنيّة، بحيث يتقدّمها، فيرفع بذا قيمة الديكور الداخلي.
يتحدّث المهندس المعماري، واستشاري الإضاءة، ومدير تطوير الأعمال في شركة Led World في الخبر جورج قرطباوي، لـ"سيدتي"، عن تطوّرات عرفتها الإضاءة، بأنواعها، خلال الأعوام الماضية، فأصبحت "تقرّر" الكيفيّة التي يرى المرء خلالها عناصر الديكور الأخرى، من الأثاث والإكسسوارات والألوان، في الفراغ المعماري. بعبارة أخرى، "تتلاعب" الإضاءة الداخليّة بأحاسيس المرء عن طريق خلق سيناريوهات وأمزجة مختلفة ومؤثّرة في طريقة النظر إلى المساحة.
من جهةٍ ثانيةٍ، يلفت الاستشاري إلى أن "تصميم إضاءة جديدة للمنزل هو مشروع "مقبول" لناحية التكلفة، وناجح في تغيير الديكورات بصورة جذريّة، وفي إبعاد الملل عن الساكنين، بعيداً من إنفاق مبالغ طائلة على شراء المفروشات وإجراء التعديلات على الأسقف والجدران. ويعلي الاستشاري من دور الإضاءة، عندما يقول إن "العين ترصد أي عيب يعتور التصميم، عندما لا تدمج الإضاءة به على الشكل الأمثل، كما قد تولّد الإضاءة الانزعاج والضيق للمرء، مهما كانت عناصر الديكور الأخرى (أي المفروشات والتشطيبات) جذّابة لناحية الشكل".
إضاءة "جريئة" في الديكور الداخلي
سؤال الاستشاري عن ماهيّة الإضاءة المُسمّاة Statememt Lighting، يجيب عنه بالقول إن "الإضاءة المذكورة عبارة عن تركيبات أو إكسسوارات برّاقة و"جريئة" وفريدة من نوعها، بحيث تبدو أنّها الأكثر أهمّية في الفراغ المعماري، وذلك لأنها الأكثر تعبيراً عن هويّة التصميم، وفكرته".
الجدير بالذكر أن الإضاءة المحوريّة في التصميم ليست موحّدة، مهما كان المشروع؛ فمساحة الفراغ المعماري ووظيفته أساسيّتان في هذا الإطار، فما يصحّ حضوره في صالة الاستقبال لا يمتلك أي معنى أو وظيفة إذا صُمّم لغرفة النوم.
أضف إلى ذلك، يشدّد الاستشاري قرطباوي على أهمّية الإضاءة المسمّاة Statement Lighting في خلق المشاعر؛ ففي المدخل مثلاً، يضع المصمّم نصب عينيه هدف إشعار الضيف بالترحاب حال دخول المساحة المذكورة عن طريق الإضاءة، مع تأمين الانتقال السلس من المساحة الخارجيّة حيث نور الشمس الساطع صباحاً إلى مدخل المنزل الداخلي. أمّا في المساء، فإن إضاءة المدخل تخفّف من ظلام الخارج، وتساعد الضيف في الاسترخاء، وفي الشعور بدفء الترحاب، كما هي لا تثقل حواسه.
جديد مصمّمي الإضاءة
عن سمات تصاميم وحدات الإضاءة المحوريّة، لناحيتي المواد، والألوان، يحدّد الاستشاري قرطباوي، النقاط الآتية:
• تزداد وحدات الإضاءة ذات التشطيبات النحاسية شعبيّةً، علماً أن النحاس الأصفر يتطلّب الحدّ الأدنى من احتياجات الصيانة والتنظيف، مع إمكانية إعادة تدوير هذه الخامة "الصديقة" للبيئة.
يعدّ استخدام الزجاج شائعاً في تصميم وحدات الإضاءة، مع الإشارة إلى أن الزجاج الشبيه بالكريستال يشي بالفخامة. في هذا الإطار، يقول الاستشاري لـ"سيدتي" إن "الزجاج المستخدم في تصاميم الإضاءة قاس أو أملس، شفّاف أو معتم أو ملوّن..."، لافتاً إلى أن "الإضاءة الزجاجية سهلة التنظيف، وتنشر هالات محبّبة في لوحة الديكور".
• يمتصّ الألمنيوم الحرارة، وهو مفضّل في الاستخدام في تصميم الإضاءة المحورية الحديثة، بخاصّة الفخمة منها.
• لإدلاء بيان جمالي عن طريق الإضاءة، من المُمكن اختيار نسيج ملوّن بلون زاه لوحدة الإضاءة، بالانسجام مع الأثاث، الأمر الذي يمدّ التصميم الكلّي بطابع ممتع. في هذه الحالة، يقوم التصميم المذكور بالتخفيف من قوّة الإضاءة.
• صحيحٌ أن مادة "الأكريليك" معروفة في صفوف العامّة بأنها "رديئة"، عندما يتعلّق الأمر بتصميم الإضاءة، إلّا أن الاستشاري يوضّح أن "بعض أنواع "الأكريليك" عالي الجودة ومتين وخفيف الوزن في آن واحد، الأمر الذي يتفوّق على الزجاج، في توزيع الإضاءة"، لافتاً إلى أن "الأكريليك المصنفر مادة فاخرة للإضاءة".
لون الإضاءة
يعدّ التحكّم في شدّة الإضاءة لتغيير "مزاج" الغرفة أكثر سهولةً، وأقلّ تكلفة، بالمقارنة مع تغيير لون طلاء الجدران؛ فمن السهل حسب الاستشاري جورج قرطباوي تغيير لون الغرفة، لمجرّد تكثيف مستوى الإضاءة فيها أو تعتيمها.
في هذا الإطار، يدعو الاستشاري إلى استخدام درجة حرارة الضوء الدافئة، والتي تتراوح بين 2700 و3000 Kelvin، مع التنويع في مصادر الإضاءة أي توظيف الإضاءة المباشرة وتلك غير المباشرة لخلق أجواء مختلفة ضمن المساحة الواحدة.
قد يهمك ايضا
اشعري بالاسترخاء بالسرير الأرجوحة في منزلك
جددي ديكور منزلك بأجواء "عيد الأضحى" بخطوات بسيطة وغير مكلفة