منزل فيليب وكارولين كوبر صديق للبيئة في بلكهيث مع فضاء زجاجي مفتوح من الارض الى السقف

قرر المهندس المعماري فيليب كوبر وزوجته مصممة الديكور كارولين تعيين ابنهما المهندس المعماري سام لبناء منزل مستوحى من الحداثة في جنوب لندن، وجلبا له قائمة من المنازل الحديثة التي يفضلونها في جميع أنحاء العالم.فأنشأ سام منزل " الجناح" والذي أصبح واحدا من المنازل الحديثة المرغوبة في لندن بسبب اناقته وتصميمه الزجاجي الذي يسمح لضوء الشمس أن يتألق داخله طوال اليوم ويقدم الكثير من الراحة المدروسة، وتجتمع هذه المعايير العالية مع تكلفة الطاقة المنخفضة التي يكلفها المنزل والتي تصل الى نصف المنازل الأصغر منه حجما بكثير.

ويفتخر حي اويشام الذي يقع فيه المنزل بوجوده، بالرغم من أن هذا المنزل لم يكن موجودا في تخطيط الحي بين عامي 2007 و 2008، ولكن مع تزايد فكرة المساكن الذكية والعودة الى الحدائق، كان لابد من الحفاظ على الحياة البرية وتصريف المياه بعناية أكبر، ففي الخمسينات كان ال كوبر يملكون حديقة خلفية بمساحة 100 ياردة، وتنحدر بشكل حاد لتصل الى الطريق، ولكن كان هناك مشكلة تكمن في منزلهم الجورجي ذي الطبقتين الذي يمتلك سقفا" صينيا" منمقا" مع أبواق نحاسية، من تصميم وليام تشامر يسمى مبنى باغودا ، وهو نفس المصمم الذي بنى سومرست هاوس في ستراند، والذي كان معلما" للعمارة في فترة جورج الثالث في القرن ال19.

والتقي الزوجان في عام 1966 في ليفربول، في فعاليات أسبوع برشر، وتقول كارولين " منذ أن التقينا أصبح صديقي المفضل" وتزوجا في عام 1967 وعاشا في عدد من الشقق المستأجرة، ثم انتقلا الى منزل في ولويتش، وفي عام 1991 اشتريا منزل باغودا في بلكهث.

وكان هذا المنزل موطنا" للاطفال، ولم يستخدم كمنزل عائلة منذ الحرب العالمية الثانية، ويقع في ملكية تقدر بحوالي 6000 قدم مربع، ويحتاج الكثير من العمل، وأنجبا فيه أولادهما الثلاثة هم سام البالغ من العمر 41 عاما و جيس البالغ من العمر 35 عاما وويل البالغ من العمر 32 عاما.

وصمم الزوجان على البقاء في بلكهث ولكنهما لم يعثرا على مكان لبناء منزل احلامهما، فزارهما في احد الايام المهندس المعماري كريس ويلكنسون الذي أشار لهما بأن يبنيا منزلهما في الحديقة، وبعد عامين من المفاوضات ومحاولة اقناع مخططي المدينة بالسماح لهم بالبناء فيها.

وكان فيليب  أنشأ شركة يورتلاند هاوس للتطوير العقاري في عام 1983، وعمل كمعالج للتخطيط، وكان يعلم أن وصول الطرق المؤدية الى المنزل كان يجب أن تقوم على الطريق أسفل المنزل، ولكن وكالة الطرق السريعة اخبرته أنهم لن يوافقوا  على البناء الا اذا موّل الزوجان مواقف سيارات اضافية في المكان، فوافقا، وبعد ستة أشهر حصلا على اذن بإزالة شجرة الكستناء القديمة المريضة من منتصف الموقع.

وطلب بعدها فيليب من سام الذي كان يعمل في الهندسة العقارية تصميم المنزل الجديد، وبقول " اردت أن اعطيه أعظم هدية معمارية يمكن أن أقدمها."

وقرر سام أن يصمم البيت الجديد بطريقة الفراشة وبمواصفات عالية مستخدما الموقع الحاد ببراعة، فدس في الطابق الارضي جدارا" استناديا" سميكا"، وجعل الفناء في المنطقة الجنوبية المشمسة، وقسمه الى ثلاث غرف نوم وعدة من الحمامات لكل منها لون قوي، وتقول كارولين " استخدمت الكثير من الالوان."

وصمم الطابق الاعلى الذي يمكن الوصول اليه عبر سلم زجاجي كمساحة مفتوحة للجلوس مع ابواب زجاجية منزلقة تصل من الارض الى السقف والتي تؤدي الى حديقة انيقة، ودهنت باللون الرمادي الحيوي والعميق، فيما غرفة النوم الرئيسية طليت باللون الارجواني بجدران جص مصقول وحمام أبيض.

ويتوسط مساحة العيش المبهرة مطبخ مفصل على الطريقة الكورية مع بلاط خرساني وخزائن مزدوجة، ومنقطة مفتوحة لإعداد الطعام باللون الأصفر، ونافذة كبيرة للضوء والتهوية وأبواب بيضاء أنيقة ورائعة، وهناك أيضا مساحة لوضع مصعد كهربائي في المنزل اذا احتاج الزوجان لذلك.

ويمتلك المنزل منطقة حصاد للامطار وأسقف ازهار جميلة ووحدة توزيع الحرارة وجدران عازلة فائقة السماكة، ونوافذ مصفحة، وبلاط المطبخ من السيراميك فيما بلط السقف الخارجي بالسيراميك أيضا للسماح لمياه الامطار أن تنزل الى خزان الجمع الخاص بها.

ولاقى بناء المنزل اعتراض وحدة حماية التراث الانجليزي والمجموعة الجورجية لأنه يساهم في حجب الرؤية عن المنزل الجورجي من تصميم تشامبر، ولكن عندما لاحظ مفتش مجلس البلدية أن هذا ليس صحيحا" قرر أن يمنح اذن متابعة البناء.

واستغرق البناء وقتا طويلا، والكثير من التكاليف، فبدأ في خريف 2011 وانتهي في حزيران/يونيو 2014، بتكلفة 1.6 مليون جنيه استرليني، وفي ذلك الوقت لم يرد أحد شراء المنزل القديم في الوقت الذي أصبح في أسفل حديقته منطقة للبناء، ولكن في نهاية المطاف بيع المنزل الجورجي بقيمة 3 مليون جنيه استرليني، وسكن الزوجان كوبر في منزل احلامهما، وتوضح كارولين " عشنا كثيرا ونحن نتخيل منزل أحلامنا، وفي النهاية حققنا ما أردنا تماما." وسعد فيليب كثيرا لدى انتهاء المنزل الذي أصبح سعره اليوم في السوق حوالي 4.5 مليون جنيه استرليني.