القاهرة ـ العرب اليوم
خلال ورشة العمل التي نظمتها وزارة البيئة، أمس، بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش إيبرت"، حول "دور الإعلام في زيادة الوعي بالقضايا البيئية المعاصرة"، قال الدكتور محمد فاروق، رئيس وحدة الفحم النباتي بوزراة البيئة، إن مصر تعد ضمن العشر دول الأولى المنتجة للفحم النباتي على مستوى العالم بنسبة حوالي 3% من الإنتاج العالمي، موضحا أن كميات الفحم التي تصدرها تبلغ حوالي 30 ألف طن سنويا.
وأضاف فاروق، أن مكامير الفحم النباتي تبلغ حوالي 1600 مكمورة موزعة على محافظات مصر، وذلك وفقا لحصر وزارة التنمية المحلية، ولكن وفقا لتقديرات وزارة البيئة ضاعفت العدد إلى ما يزيد على 5 آلاف مكمورة على مستوى الجمهورية، تتركز في محافظات القليوبية، البحيرة، الشرقية، والغربية.
والفحم النباتي هو ذلك النوع من الفحم الذي يُنتج عن طريق تقطيع أغصان وأخشاب الأشجار وتكسيرها إلى قطع صغيرة، لتترك بعد ذلك لتجف فترة من الزمن، قبل أن توضع في أفران ضخمة تعرف بالمكامير، لتحترق الأخشاب بالكامل وتتحول إلى فحم، بحسب ما أوضح الدكتور محمد السنوسي، الخبير في الطاقة الجديدة والمتجددة.
وقال السنوسي لـ"الوطن"، إن الفحم النباتي يختلف عن الفحم الحجري، الذي يطلق عليه "صديق البيئة"، في طريقة إنتاجه واستخداماته، إذ يُستخرج الفحم الحجري من المناجم وليس من حرق الأشجار، لافتًا إلى أن مصر تمتلك بالفعل أكبر مناجم للفحم الحجري في القارة الإفريقية كلها.
وأضاف أن الفحم الحجري هو ذاك الذي يستخدم في توليد كميات كبيرة من الطاقة، مذكرًا بالمشروع الذي تقوم عليه وزارة الكهرباء في الفترة الحالية، والذي يتعلق بإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء من الفحم، بينما يشيع استخدام الفحم النباتي في الأغراض البسيطة، مثل الأغراض المنزلية، ومسلتزمات المطاعم والمقاهي.
استخدامات أخرى للفحم النباتي أشار إليها خبير الطاقة المتجددة، تتعلق بصناعات مختلفة، مثل صناعة الإسمنت، وصناعة المواد الكربونية، إذ ينتج عن احتراقه كميات ضخمة من غازي أول وثاني أكسيد الكربون، كما يشيع استخدامه أيضًا في صهر الحديد في المصانع.
السنوسي أكد أيضًا أن مصر حققت في الفترة الأخيرة بالفعل تقدمًا هائلًا في مجال إنتاج الفحم النباتي، خاصةً منذ أنشات الهيئة العربية للتصنيع مكاميرًا لإنتاجه بأساليب صديقة للبيئة، بدلًا من حرقه على ضفاف الترع والمصارف كما كان يحدث في أوقات سابقة.