منطقة تعرضت لقطع اشجارها في الامازون

نفذت السلطات البرازيلية عملية امنية واسعة النطاق بمؤازرة مروحية للقبض على "ملك قطع الغابات" المسؤول عن ازالة اكبر المساحات في غابة الامازون التي تعد رئة العالم.

وكان إزيكييل أنطونيو كاستانيا قد صرح في مقابلة أجراها معه التلفزيون البرازيلي في حزيران/يونيو "لما كانت البرازيل قد أبصرت النور لو لم نقطع فيها الغابات".

وشرح لوسيانو إفاريستو مدير القسم المعني بحماية البيئة في المعهد البرازيلي للبيئة (إباما) لوكالة فرانس برس "أمسكنا به بمساعدة الشرطة الفدرالية وبواسطة مروحية في 21 شباط/فبراير في مزرعته في نوفو بروغريسو" في ولاية بارا.

وكشف "كان ينبغي لنا أن نفاجئه لأنه +ملك+ المنطقة وكانوا سيبلغونه لو رأونا".

وأوقف كاستنيا خلال المرحلة الأخيرة من عملية نفذتها الشرطة أدت إلى توقيف ثمانية أشخاص في آب/أغسطس عندما لاذ ملك قطع الغابات بالفرار. وهو وضع قيد التوقيف الاحتياطي ريثما يحدد القضاء مصيره.

وبحسب الناطق باسم المعهد البرازيلي للبيئة، كان كاستانيا يترأس مجموعة منظمة تدمر منطقة تقع إلى جانب الطريق "بي ار 163" في غرب بارا وهي منطقة وضعها جد خطر في الأمازون سجل فيها 20 % من إجمالي عمليات قطع الغابات خلال السنوات الأخيرة.

وكانت تلك العصابة تجتاح الأراضي العامة وتضرم النار فيها وتستصلحها للزراعة وتربية المواشي أو حتى لتأجيرها أو بيعها بأسعار خيالية قد تصل إلى تسعة ملايين دولار، بحسب النيابة العامة في ولاية بارا.

وأوضح إفاريستو أن "أول انتهاك قام به كاستانيا يعود للعام 2006. فهو استصلح مع عصابته مساحة ممتدة على 288 كيلومترا مربعا".

ويتهم كاستانيا، في جملة الاتهامات الموجهة إليه، بقطع الغابات بطريقة غير شرعية والتواطؤ مع مجموعة إجرامية وتبييض الأموال واستخدام مستندات مزورة.

وكان إزيكييل أنطونيو كاستانيا(50 عاما) الذي يعد ملك نوفو بروغريسو (25 ألف نسمة) يدعي أن القانون الذي لا يسمح إلا بقطع 20 % من مساحة حرج في الأمازون "صارم جدا"، مؤكدا "في حال تعذر عليكم إزالة الغابات بطريقة شرعية، فأنتم ستقومون بذلك في طبيعة الأحوال" لكن بطريقة غير شرعية.

وكان كاستانيا "يمثل السلطة الاقتصادية والسياسية في المدينة. وهو يملك متجرا كبيرا وفنادق ومعارض سيارات. ويوفر فرص عمل لأشخاص كثيرين، لذا كان من الصعب جدا توقيفه"، على حد قول إفيرالدو إغوشي الناطق باسم الشرطة الفدرالية في المنطقة.

ويشكل توقيف "الملك" خطوة كبيرة في سياق الجهول المبذولة للحد من ظاهرة قطع الغابات.

وكانت البرازيل قد نجحت في تخفيض مساحة الغابات المقطوعة من 27 ألف كيلومتر مربع سنة 2004 إلى 4571 كيلومترا مربعا في 2011 - 2012. لكن هذه الظاهرة راحت تنتشر مجددا في أكبر غابة في العالم لتشمل 5891 كيلومترا مربعا في 2012 - 2013 (ارتفاع بنسبة 29 %).

وأكدت وزارة البيئة أن مساحة الغابات المقطوعة انخفضت بنسبة 18 % بين آب/أغسطوس 2013 و تموز/يوليو 2014.

وأقر رومولو باتيستا من فرع "غرينبيس" في الأمازون بأن توقيف كاستانيا "نبأ سار لأن أمثاله يكونون عادة على ثقة بأنهم سيفلتون من العقاب".

لكنه ختم قائلا إن "عمليات من هذا القبيل لا تنفذ بانتظام، ولا شك في أن مجموعات أخرى ستتشكل، كما هي الحال مع تجار المخدرات".