وقف المئات في الطابور في قرية نائية شرق الهند في عطلة نهاية الاسبوع ليأخذوا البركة من أفاع خطرة قد تسببت الوفاة يصل طولها إلى امتار عدة ويعتقد أنها تجلب الحظ.  وصفق مدربو هذه الأفاعي وقرعوا طبولا ملونة كي يدفعوا الزواحف إلى الخروج من سلال محبوكة وأوان من الطين في اطار مهرجان سنوي يقام في قرية بوربا بيشنوبور في ولاية بنغال الغربية.  وقال مدرب الافاعي هايدر مال البالغ من العمر 46 عاما والمشارك في المهرجان لوكالة فرانس برس إن "التمكن من اخراج الافاعي من السلال والصناديق هو فن بحد ذاته".  وتمايلت الأفاعي التي يعتبرها المحليون صورة متجسدة عن إلهة الأفاعي الهندوسية ماناسا على وقع ايقاع مدربيها وحركتهم بينما راح القريون يقتربون أكثر فأكثر.  وكل سنة، يجتمع سكان المنطقة في هذه القرية الخضراء التي تبعد حوالى 85 كيلومترا عن عاصمة الولاية كلكاتا لتكريم ماناسا والتضرع إليها.  ويعتقد السكان المحليون أن آلهة الأفاعي تجلب الحظ قبل موسم الحصاد وتبعد المشاكل في هذه المنطقة الزراعية.  وبدا مال وهو اب لستة أولاد مرتاحا بينما يحمل أفعى كوبرا ذهبية طويلة ويحث الحشود المتجمهرة حوله على التبرع بالمال.  وقال مشتكيا إن "عملنا تراجع. فالناس يريدون أخذ البركة من الأفاعي لكنهم بخلاء".  واشار مال الذي يملك ست أفاع كبيرة إلى الزمن الذي كان فيه العمل مزدهرا، خصوصا بفضل الطلب على السم المستخدم لعلاج لسعات الأفاعي.  وقال "نحن نعيش في العوز. فاليوم، يتم استخدام السم الاصطناعي. والحكومة لا تبالي بنا".  وأضاف "لا أريد أن يتابع أي من أولادي هذا التقليد العائلي".  لطالما كان مدربو الافاعي من المفضلين لدى السياح في الهند، لكن أعدادهم تراجعت بعدما شددت الحكومة بعض القوانين في سنة 2002 ومنعت بموجبها استخدام الحيوانات البرية في التجارة، بما في ذلك عروض الأفاعي الحية.  وبسبب هذه التشريعات، فرغت معظم المدن من مدربي الأفاعي الذين بات وجودهم يقتصر على المناطق الريفية وحول مواقع سياحية مهمة والذين يواجهون خطر الاعتقال بينما يحاولون اقناع السياح بالتقاط صورة مع الأفاعي في مقابل مبلغ مالي بسيط.  ويتهم المدافعون عن حقوق الحيوانات مدربي الأفاعي بالتقاط تلك الزواحف بوحشية في أكياس تعرضها للاختناق وباقتلاع أسنانها أو تقطيب أفواهها لئلا تعض.  لكن مال وغيره من مدربي الأفاعي دحضوا هذه الاتهامات بشكل قاطع.  وقال مدرب ستيني فضل عدم الكشف عن اسمه "بالنسبة إلينا، الأفاعي آلهة. نحن نعبد الأفاعي ومن المستحيل أن نعرضها للتعذيب".