توجد في الطبيعة زواحف طائرة حقًا قادرة على التنقل جوًا بفضل البنية الخاصة لجسمها. تستطيع ثعابين ملونة تعيش على الشجر أن تقطع مسافات حتى 30 مترًا قافزة بالجو، وتتخذ قبل انطلاقها من الشجرة وضع التأهب المطلوب للطيران. وتطير هذه الزواحف أثناء تحليقها على شكل نصف دائرة، مما يشبه الأطباق الطائرة. تتميز هذه الثعابين الطائرة بأن سمها غير شديد المفعول، وهي تفضل تلافي الدخول في صراع مع خصومها. عندما راقب العلماء تغيراتها الجسدية بانتباه لاحظوا أن تلك الزواحف تتحرك وكأنها تسبح في الهواء، حيث تحول أجسامها إلى سطح أروديناميكي واحد. استخدم العلماء اليابانيون طابعة ثلاثية الأبعاد لأجل استعراض عملية التحليق بكل تفاصيلها، حيث طبعوا أنبوبًا بلاستيكيًا يشبه جسم الحية في كل مقاطعه العرضية. ثم وضعوه في حوض مملوء بالماء لأن الوسط المائي يمكن من رصد أروديناميكية التحليق بشكل أفضل، رغم أن كثافة الماء أكبر بكثير من كثافة الهواء. كما مثل الباحثون مفعول الريح عن طريق تحريك الماء داخل الحوض بسرعات تتراوح من 0.2 إلى 0.5 متر في الثانية. عند وضع الأنبوب بأوضاع مائلة مختلفة أتضح للعلماء أن جسم الحية يستطيع التحليق على ارتفاعات كافية منزلقا في الهواء، بينما انحدر الأنبوب بسرعة الى الاسفل بفعل اضطرابات الوسط المائي حين وضع أفقيا. يخطط العلماء إجراء تجارب أخرى للكشف عن كل أسرار تحليق الثعابين في سبيل تصنيع روبوتات طائرة صغيرة الحجم بمواصفاتها االأروديناميكية المحسنة، لدرجة تمكن من إشراكها في عمليات البحث والإنقاذ في أماكن يصعب وصول البشر والروبوتات الكبيرة إليها.