قدر الباحث البيئي في مجال علم الطيور خالد النصرالله عدد أنواع الطيور المهاجرة عبر الكويت بأكثر من 400 نوع أغلبها يحط رحاله في البلاد بينما هناك عدد قليل من الطيور وأغلبها من الجوارح يفضل اكمال رحلته دون أن يتوقف فيها. وقال النصرالله في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان الطيور تبدأ هجرتها عادة مطلع شهر أغسطس من أماكن تفريخها في الشمال الى أماكن مشتاها جنوبا حتى بداية شهر نوفمبر ويبدأ ذلك بأعداد قليلة وبأنواع محدودة كالابلق الرملي (أم دقي) والدخلة بيضاء الحنجرة (حميرة جناح) ودخلة الوديان (مطرق حشيش) ودخل القصب (المرادم بأنواعها). وأوضح ان الهجرة تزداد وتيرتها تدريجيا وتظهر بوضوح في الايام العشرة الاخيرة من شهر أغسطس وتصل الهجرة في سبتمبر وأكتوبر ذروتها حتى بداية شهر نوفمبر لتبدأ بالتناقص ويتغير موعد هجرتها قليلا كل سنة تبعا لاتجاه الرياح. وذكر أن الطيور الصغيرة تفضل الهجرة ليلا مع رياح شمالية معتدلة واذا كانت الرياح السائدة جنوبية فإن الطيور تقتنص أي رياح شمالية لتمر عبر الكويت مبينا ان الخليج العربي أحد المسالك المهمة في طريق الهجرة لكثير من الطيور القادمة من أواسط اسيا وشرق أوربا وسيبيريا الى أفريقيا وباكستان والهند. وبين النصرالله في هذا الشأن أهمية موقع الكويت بالنسبة لخطوط الهجرة "إذ تقع شمال غرب الخليج العربي وهي عند مفترق مسلكين مهمين جدا من مسالك الطيور المهاجرة" مشيرا الى ان الكويت تشهد ازدياد أعداد وأنواع الطيور في الربيع بينما يقل ذلك في فصل الخريف. وأرجع هذه الظاهرة الى أن بعض هذه الانواع يسلك في الربيع طريقا مخالفة لطرق الهجرة في الخريف علما ان الطيور المهاجرة تتفادى المرور فوق الجبال العالية أو عبور المسطحات المائية الشاسعة ما يفسر عبور الطيور المهاجرة فوق الكويت لموقعها في الزاوية الشمالية الشرقية لشبه الجزيرة العربية. وقال ان أعداد الطيور المهاجرة تزداد في بعض السنوات وتقل في سنوات أخرى ومرد ذلك الى أن الشتاء شديد البرودة في مواطنها الاصلية "يجبر الطيور الاكثر تحملا للبرد على الهجرة جنوبا أما اذا كان الشتاء غير ممطر في شبه الجزيرة العربية زاد من توقف الطيور في الكويت لتوفر الماء على مدار السنة". ولفت النصرالله الى أن الطيور المهاجرة تعتمد لتحديد اتجاهاتها على النجوم اذا كان طيرانها ليلا وعلى الشمس والمجال المغناطيسي إذا كان طيرانها نهارا "وتعد الكويت ودول الخليج محطات توقف لانواع كثيرة وعديدة من هذه الطيور المهاجرة لتستعيد قواها ولتتغذى وتعيد تكوين مخزونها الدهني من جديد كونه وقودها للطيران". وقال ان مناخ دولة الكويت شديد الحرارة صيفا وتتخطى درجة الحرارة أحيانا في المناطق المفتوحة ال 50 درجة مئوية منتصف النهار لذا فمن الصعوبة بمكان على الطيور أن تقيم في الكويت على مدار السنة باعتبار الطيور تهاجر في الحر والبرد وتموت منها اعداد كثيرة اثناء الهجرة لنقص الطعام والمأوى. وأشار الى أن هناك طيورا تقيم على مدار السنة وخصوصا في الصيف الحار بسبب انتشار المحميات في الكويت ووفرة الماء على مدار السنة فضلا عن انها من الانواع التي تتكيف مع المناخ الحار