عارضات باقنعة واقية في رانكايكك

شاركت عارضات ازياء في عرض وسط اندونيسيا مرتديات ملابس من ماركات عالمية واقنعة واقية من الغاز على منصة اقيمت في حقل للارز فوق مياه سوداء ملوثة بالنفايات، للتوعية على دور قطاع صناعة النسيج في التلوث.

وبأحذيتهن المطاطية السوداء، تنقلت العارضات ذهابا وايابا على المنصة الخشبية امام كلمة "ديتوكس" (تنظيف التلوث) مكتوبة بأحرف عملاقة مصنوعة من الاعشاب، كما حملن لافتات كتب عليها شعار "قولوا لا للملابس التي تستخدم منتجات سامة"، بحسب مشاهدات مراسل وكالة فرانس برس.

وقد أقيم هذا العرض بمبادرة من منظمة غرينبيس البيئية غير الحكومية ومصممين محليين في مدينة رانكايكك في وسط حقول للارز يتم مدها بالماء من سيكيجينغ المتفرع من نهر سيتاروم، أحد اكثر الانهر تلوثا في العالم.

وأراد المنظمون من خلال هذا العرض توجيه رسالة احتجاج على ممارسات العاملين في قطاع صناعة النسيج في المنطقة الذين يرمون يوميا نفايات سامة في نهر سيتاروم الذي تحول الى مكب نفايات مائي عملاق يفاقم من ازمته ايضا رمي سكان المناطق المجاورة لكميات هائلة من النفايات البلاستيكية وغيرها من المخلفات على المياه.

وقال احمد اشوف بيري احد اعضاء غرينبيس ان المنظمة "تدعو هذا القطاع الصناعي الى التوقف عن تلويث البيئة بمواد كيميائية خطيرة".

وأضاف "نحث الحكومة على القيام بتحرك حازم ضد الجهات المساهمة في التلوث وتعزيز التشريعات المرتبطة بادارة المواد الكيميائية الخطيرة بهدف الاعداد لمستقبل خال من المواد السامة".

وفي رانكايكك وحدها التي شهدت هذه الحركة الاحتجاجية، جرى تلويث اكثر من 1200 هكتار من حقول الارز بحسب غرينبيس.

وتقوم المنظمة غير الحكومية منذ 2011 بحملة لمحاولة اقناع الشركات التجارية الكبرى العاملة في مجال صناعة الملابس والتي يرتبط بعضها مباشرة بقطاع النسيج في اندونيسيا بسحب كل المنتجات الخطيرة من سلسلة الانتاج الخاصة بها.

وتعهدت ماركات كبرى في هذا القطاع مثل الاسبانية زارا والالمانية اديداس بالمشاركة في هذه الحملة.

وبحسب تقرير صادر عن منظمة باكسميث انستيتيوت غير الحكومية المعنية بمكافحة التلوث في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، يتعرض 500 الف شخص بشكل مباشر وخمسة ملايين بطريقة غير مباشرة لمنتجات كيميائية متعددة (الرصاص والكادميوم والكروم والمبيدات الحشرية) يتم رميها في نهر سيتاروم.

كما ان المنظمة نفسها صنفت هذه المنطقة كواحدة من اكثر عشر مناطق تلوثا في العالم سنة 2013.

وعلى هامش عرض الازياء للفتيات بالاقنعة الواقية من الغاز، نزل اطفال للعب في المياه الملوثة للغاية لأحد متفرعات نهر سيتاروم الذي يمثل ايضا مصدرا للمياه بالنسبة لملايين الاشخاص من سكان غرب جزيرة جاوا المكتظة سكانيا بما يشمل العاصمة الاندونيسية جاكرتا.

وتعاني الانهر والمحاصيل الزراعية على امتداد الارخبيل الاندونيسي من مستويات مرتفعة من التلوث خصوصا بسبب مخلفات الصناعة بمختلف قطاعاتها.

وتشير احصائيات منظمة غرينبيس الى ان اكثر من 100 مليون اندونيسي يفتقرون لمياه نظيفة وصحية من اصل عدد سكان اجمالي يبلغ 250 مليونا.