لندن ـ وكالات
جمعت عينات قليلة من داخل الوديان العميقة والضيقة فى قاع المحيط، من عمق يصل إلى 6.8 ميل تقريبا يبدأ فريق من الباحثين العمل على اكتشاف مضادات حيوية جديدة تستخرج من أعماق المحيط فى مشروع تبلغ تكلفته ثمانية ملايين جنيه إسترلينى. ويعمل فريق البحث الذى يقوده علماء من جامعة أبردين فى بريطانيا على الوصول إلى المواد الكيميائية التى لم تكتشف بعد ضمن الحياة داخل الخنادق البحرية فى أعماق المحيطات. وقال مارسيل جاسبارز إن الفريق يأمل أن يتوصل إلى "الجيل القادم" من العقاقير المقاومة للعدوى. وكانت مسئولة الشئون الطبية فى وزارة الصحة البريطانية قد حذرت من أن بكتيريا العدوى بدأت تصبح أكثر مقاومة للمضادات الحيوية الحالية، إضافة إلى أن هناك عددا قليلا يجرى تطويره من العقاقير الجديدة. وجمعت عينات قليلة من داخل الوديان العميقة والضيقة فى قاع المحيط، من عمق يصل إلى 6.8 ميل تقريبا "أى: 11 كيلومترا". إلا أن الباحثين يعتقدون أن هناك احتمالا كبيرا لأن يتم التوصل إلى مضادات حيوية فى تلك الأماكن العميقة. ويعمد فريق البحث الدولى إلى استخدام قوارب الصيد لإرسال المعدات التى ستقوم بجمع عينات الرواسب من قاع المحيط وهى متصلة بمجموعة من الكابلات. وبعد ذلك، سيعمل الباحثون على استخراج أنواع مميزة من البكتيريا والفطريات من تلك الرواسب التى سيجرى تحليلها وتنقيتها حتى تستخرج منها المضادات الحيوية بعد ذلك. ومن خندق آتاكاما البحرى، الذى يقع شرقى المحيط الهادئ على بعد 100 ميل"161 كيلومترا" من شواطئ تشيلى وبيرو، تبدأ عمليات البحث التى يمولها الاتحاد الأوروبى مع فصل الخريف للبحث فى الخنادق البحرية العميقة القريبة من نيوزيلاندا ومياه القطب الجنوبى، كما تشمل عمليات البحث مياه منطقة القطب الشمالى قريبا من النرويج. ونتيجة للوصفات الطبية غير الدقيقة للمضادات الحيوية والاعتماد الزائد على العقاقير الطبية، حدثت زيادة سريعة فى الجراثيم المقاومة، مما جعل الخبراء الطبيين يتخوفون من أن تفقد المضادات الحيوية القوية تأثيرها. وفى يناير، قارنت سالى ديفيز مسئولة الشئون الطبية فى وزارة الصحة البريطانية بين تلك المخاطر ومخاطر الاحتباس الحرارى، مؤكدة على أن العمليات الروتينية يمكن أن تصبح قاتلة نتيجة للمخاطر الناجمة عن الإصابة بالعدوى التى لا يمكن علاجها. وقال مارسيل جاسبار، رئيس فريق البحث وأستاذ علم الكيمياء فى جامعة أبردين البريطانية،" إذا لم يجر القيام بأى شىء لمقاومة تلك المشكلة، فسنعود مرة أخرى إلى حقبة ما قبل المضادات الحيوية خلال فترة تتراوح ما بين عشر سنوات إلى 20 سنة، حيث يمكن للجراثيم والعدوى البسيطة أن تصبح قاتلة". وقال جاسبار إنه ومنذ عام 2003 لم يجر تسجيل أى مضاد حيوى جديد،"ويعود السبب فى جزء من ذلك إلى قلة اهتمام شركات الأدوية لأن تنتج مضادات حيوية حيث أنها ليست مربحة". وأضاف أنه يتوقع أن يعمل العلماء على بحث العينات فى المعمل خلال 18 شهرا القادمة، مضيفا أنه فى حالة اكتشاف عقاقير جديدة للعلاج، فمن الممكن أن تتوافر تلك العقاقير خلال عقد من الزمان. من جانبها، قالت كاميلا إسغويرا، الأستاذة بجامعة ليوفن ببلجيكا والتى تعمل على تنسيق المشروع: "سنقوم بفحص العديد من التركيبات الكيميائية الفريدة التى تستخرج من تلك العينات البحرية، التى لم تتعرض لضوء الشمس يوما ما". وتابع قائلا: "لدينا أمل كبير فى العثور على عدد من الخيوط التى ستوصلنا إلى عقاقير جديدة".