باريس - أ.ف.ب
دعت الحكومة الفرنسية الخميس المزارعين الذين اقاموا حواجز قرب باريس احتجاجا على "تراكم الضرائب" الى "رفعها فورا" بعد مصرع سائق سيارة عرضا على احد تلك الحواجز. وتوجهت عشرات الجرارات منذ الفجر نحو مفترق الطرق المؤدية خصوصا الى جنوب وغرب العاصمة الفرنسية في محاولة لقطع حركة السير فيها. وفي نقاط عديدة وقفت مقابل سيارات الشرطة. ودعا وزير النقل الفرنسي فريديريك كوفيلييه في بيان الى "الرفع الفوري" لحواجز الجرارات التي اقامها مزارعو الحبوب احتجاجا على خفض المساعدة الاوروبية. واعلن ان سائق سيارة وهو "من رجال الاطفاء كان متوجها الى عمله" لقي مصرعه في حادث وقع على حاجز عندما اصطدمت سيارة خاصة بشاحنة وفق مكتب وزير النقل الذي اضاف لفرانس برس ان حادثا آخر وقع بين جرار وسيارة شرطة اسفر عن اصابة "ستة اشخاص بجروح طفيفة". وقد دعت منظمتا اتحاد نقابات المزارعين في ايل دو فرانس والفرع الاقليمي لمنظمة شباب المزارعين منخرطيهما الى اقامة "حصار حول باريس". لكن رئيس الاتحاد دميان غريفين خفف الاربعاء من حدة اللهجة مؤكدا "دعونا الى اقامة حواجز موقتة ولم تكن الفكرة تهدف الى اثارة الشعب ضدنا". واضاف ان المزارعين المتخصصين في الحبوب سيتكبدون "خسارة في مواردهم بما بين ثلاثين الى اربعين في المئة" مؤكدا ان "الامر متعلق بتدمير قطاعي الزراعة النباتية والحليب". وتجمع عشرون جرارا فجر الخميس عليها لافتات كتب عليها "مفلسون" وطالبوا "باستقالة (ستيفان) لوفول" وزير الزراعة في مفترق طرق مونفور اموري على مسافة اربعين كلم من باريس وفق ما لاحظ مراسل فرانس برس وكان متوقعا ان يتركوا ممرا واحدا لحركة السير. ويحتج المزارعون على "تراكم الضرائب" وكثرة القوانين وينتقدون تحويل مساعدة اوروبية كانوا يستفيدون منها الى مربيي مواشي متضررين من الازمة الاقتصادية. وقال وزير الزراعة ستيفان لوفول الخميس في حديث نشرته صحيفة لوفيغارو "انه خيار سياسي كبير. تقليص المساعدة للمزارعين المتخصصين في الحبوب يعني زيادتها لمربي المواشي الذين يواجهون منذ زمن طويل صعوبات خطيرة". واكد ان الخفض يمثل 45 مليون يورو من اصل ميزانية سنوية تقدر ب179 مليون كانت تمنح لنحو خمسة الاف مزارع. واعتبر النائب الاشتراكي جان غلافاني، وزير الزراعة الاشتراكي سابقا الحصار الذي يريد المزارعون فرضه على العاصمة "فضيحة حقيقية" وصرح لاذاعة اوروبا 1 ان "فكرة منع الناس من التوجه الى عملهم ونقل الاطفال الى حضاناتهم ومدارسهم، امر لا يقبل بتاتا خصوصا من طرف مزارعين اعرف جيدا انهم من اكبر المحظوظين في فرنسا". وتضاف تظاهرات المزارعين الخميس في فرنسا الى عدة احتجاجات في قطاعات اخرى منذ نهاية الصيف ضد الحكومة التي انخفضت شعبيتها كثيرا. فقد تظاهر اصحاب وسائل النقل حتى حصلوا على تعليق "ضريبة بيئية" كانت تستهدف الشاحنات اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير وما زالوا يطالبون بالغائها تماما وهذا الاسبوع تظاهر ايضا حرفيون وتجار احتجاجا على زيادة في الضرائب حول القيمة المضافة المقرر دخولها حيز التطبيق اعتبارا من راس السنة الجديدة. كذلك خرجت تظاهرات مؤخرا نظمها مدرسون ومربون احتجاجا على ظروف تطبيق اصلاح وتيرة العمل في المدارس اعتبروا انه لم يتم التحضير لها وتمويلها جيدا.