برلين- د.ب.أ
على مقربة من منطقة موريارتي في ولاية نيو مكسيكو في أميركا، تقع وإلى جوار مطار الطائرات الشراعية، الحظيرة رقم 76، التي هي مقر شركة «تيتان إيروسبايس». وفي هذا المكتب والورشة معا، يعمل المهندسون على تطوير «سولارا» (Solara)، وهو مشروع لإنتاج سلسلة من الطائرات الشمسية الروبوتية القادرة على البقاء في الجو لسنوات في التحليق الواحد. وستجهز الطائرة الأولى من سلسلة «سولارا»، وهي «سولارا 50»، بنحو 3000 خلية ضوئية، التي ستغطي 50 مترا من امتداد الجناحين، أي بطول مسبح أولمبي. ومن المقرر أن تحمل الطائرة حمولة صغيرة إلى ارتفاعات تصل إلى 20 كيلومترا من الأجواء العليا للأرض، حيث الهواء هادئ غير عاصف. وتدعى طائرات «سولارس» وأمثالها أحيانا بالأقمار الصناعية الجوية، نظرا إلى كونها قادرة على أداء أعمال كثيرة تقوم بها عادة، بما في ذلك خدمات النطاق العريض، والتقاط الصور من الأعالي. والطائرات هذه خلافا للأقمار الصناعية حول مدارات الأرض، يمكن استرجاعها وتحديثها وإعادة استخدامها. ونظرا لإمكانية شرائها وتشغيلها بتكلفة جزء من تكلفة الأقمار الصناعية، فإنها قادرة على القيام بمهام أخرى، كمراقبة حدود البلاد، ورصد حالة طبقة الأزون، وتوسيع مدى التغطية للهواتف الجوالة. وستكون طائرة «سولارا 50» المنتج التجاري الأول التي ستؤمن مثل هذه الخدمات. ويقول فيرن رابيرن، الرئيس التنفيذي لشركة «تيتان» في حديث لمجلة المهندسين الكهربائيين الأميركية: «إن محاولة العثور على زبائن لبيعهم مثل هذه الطائرة ليست مشكلة بتاتا بالنسبة إلينا». وهو يتوقع قيام المهندسين باختبار النماذج الكاملة الحجم للطائرة، وإخضاعها للتحليق في وقت لاحق من العام الحالي، وإذا ما أنجزت ذلك بنجاح من دون أي عراقيل، فستطرح الطائرة للبيع في عام 2015. و«تيتان» ليست الشركة الأولى التي تملك مثل هذه الطموحات، ففي عام 1974 قام المهندسون في «أسترو فلايت» التي تنتج نماذج صغيرة للطائرات في أيرفين في ولاية كاليفورنيا، بتوجيه أول طائرة شمسية روبوتية فوق بحيرة جافة. وفي الثمانينات من القرن الماضي، قامت شركة «إيرو فايرونمنت» التي مقرها حاليا في مونروفيا بكاليفورنيا، بحيازة لقب أول تحليق جوي بطائرة شمسية يقودها طيار عبر القنال الإنجليزي.