برلين ـ العرب اليوم
يبذل علماء النبات في برلين جهدا دؤوبا من أجل إيجاد سبل لمكافحة تلوث الهواء واستخدام نوع من الملح لإذابة الجليد على الطرق في الشتاء، والجفاف في فصل الصيف، وهي عوامل تضر جميعها ضررا بالغا بأشجار العاصمة الألمانية. وتوصل مشروع بحثي بقيادة الباحث ماتياس تساندر، تشرف عليه جامعة "هومبولت" الألمانية إلى أنواع أشجار مثل "عيش المسافر" (أو برتقال أوساج،، والاسم العلمي لها "مالكورا بوميفيرا" وأيضا شجرة "ايسترن ريدبد" (الاسم العلمي سيركيس كانادينسيس وهي شجرة موطنها أمريكا الشمالية وأوراسيا لها أزهار تشبه البراعم الوردية وتزدهر قبل ظهور أوراقها المستديرة في الربيع) بالإضافة لنوع من أشجار الليمون من المجر ينتمي لعائلة أشجار "تيليا". يشار إلى أن "برتقال أوساج" شجرة مميزة بثمرتها الخضراء الكبيرة الحجم ولحائها النحاسي اللون ذوق الشقوق المستقيمة. تتقبل الشجرة العيش في المدن لقدرتها على مقاومة التلوث بشكل فعال وتزرع بشكل واسع كشجرة زينة في المناطق الحضرية، ولاتوجد أمراض أو آفات خطرة تصيبها، توضع قطع ثمار الأوساج تحت الأسرة وفي المناطق الضيقة التي يصعب الوصول إليها لطرد البعوض والصراصير والعناكب والقردان. ويجري فريق البحث منذ عام 2010 اختبارات شملت حوالى 80 نوعا من الأشجار من أنحاء العالم لتحديد قدرتها على تحمل ضغوط حياة الحضر فى برلين. وقال تساندر: "نستطيع الآن أن نصدر بعض التوصيات، وأن نستبعد أنواعا بعينها من الأشجار، ويعمل فريق البحث حاليا على استزراع أنواع أخرى مبشرة من الأشجار". يشار إلى أن الجفاف والآفات والأمراض وعادم السيارات واستخدام الملح لإذابة الجليد على الطرق فى الشتاء، كل هذه العوامل تضر ضررا قويا بأشجار المدينة، حيث حدث ضعف ملحوظ فى هذه الأشجار على مدار سنوات. وكان آخر تعداد لأشجار برلين في عام 2010 أظهر علامات تلف في أربع من بين كل عشر أشجار، وقد حدث في الآونة الأخيرة أن سقط العديد من الأشجار الضخمة رغم أنها كانت تبدو سليمة ومتعافية، وفى إحدى هذه الحالات، سقطت شجرة فوق سيارة كان بداخلها ركاب. وفي إطار المشروع البحثى، تم غرس 15 شجرة من كل نوع على أطراف المدينة، وهى أشجار أحضرت من مناطق يتميز فيها الطقس بصيف جاف مثل اليابان والصين والأمريكتين وجنوب أوروبا. وأوضح تساندر أن شجرة " ليمون" التي تنتمي لعائلة "تيليا" النباتية، وهي تعرف باسم "ليمون سانت ستيفن" جاءت من العاصمة المجرية بودابست أثبتت قوة شديدة ومقاومة، ليس فقط لبرد الشتاء الشديد ولكن أيضا لملح إذابة الجليد. وتمكن فريق البحث من زراعة شتلات تحت ظروف يمكن التحكم فيها، وقد أبدت مشاتل عدة اهتماما ملحوظا بالموضوع. كما ظهرت نتائج مبشرة من أشجار "ايسترن ريدبد" والصمغ الحلو وأشجار البلوط من إسبانياوالمجر وكذلك أشجار نبات القراص. ولم تثبت بعض أنواع الأشجار الأسيوية قوة أو مقاومة، فأشجار التوت الصينية، على سبيل المثال، "بها كل أنواع المشكلات" بحسب تساندر، ويكفي أنها تموت من الصقيع. وأضاف أن شجر عيش المسافر عانى أيضا " ولكنه سرعان ما تعافى وسنعطيه فرصة أخرى" حسب قول تساندر. يشار إلى أن هذا المشروع البحثي جزء من برنامج يشمل جميع أنحاء البلاد، استعدادا للتغيرات المناخية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري. ووفقا للمعايير الألمانية، تحظى منطقة برلين بأمطار قليلة وتربة رملية لا تحتفظ بكثير من الماء. كما يوجد بالمنطقة العديد من البحيرات. وسيتم قريبا زراعة العديد من الأشجار قيد الاختبار في شوارع برلين، وأوضح تساندر أن نوعية الأشجار الموجودة في المدينة ستتغير جذريا، وقال إن حوالي 80 في المئة من أشجار المدينة حاليا تواجه مشكلات، حيث تتعرض العديد من الأشجار على سبيل المثال، لهجوم من فطريات.