الدوحة ـ قنا
يعتبر مشروع قافكو-6 التابع لشركة قطر للأسمدة الكيماوية (قافكو)، الذي دشن اليوم بمدينة مسيعيد الصناعية أحد أهم مشاريع الشركة التوسعية إذ يجعل قطر رابع أكبر منتج لليوريا على مستوى العالم وأكبر مصدر لليوريا في العالم بـ 15% من اليوريا المتداولة في الأسواق العالمية. كما يرفع المشروع الذي استغرق العمل فيه 35 شهراً والبالغة تكلفة إنشائه 2,2 مليار ريال، إنتاج الشركة السنوي من اليوريا إلى 5,6 مليون طن متري، فضلا عن كونه أكبر مشروع على مستوى العالم لإنتاج اليوريا والأمونيا من موقع واحد. وتشمل منشآت المشروع مصنعا متكاملا لإنتاج حبيبات سماد اليوريا بطاقة 3,850 طن متري يومياً، ومستودعا لتخزين حبيبات سماد اليوريا بسعة 175 ألف طن متري، بالإضافة إلى نظام متكامل ومتطور لنقل وتحميل حبيبات اليوريا تصل طاقته إلى ألف طن في الساعة، مرتبط بمنشآت التصدير القائمة بقافكو. كما تضم تلك المنشآت إنشاء وحدات إضافية لتلك التي تم إنشاؤها بمشروع التوسعة قافكو-5 من وحدات التبريد بمياه البحر ووحدات توليد الطاقة ووحدات إنتاج النيتروجين وثاني أكسيد الكربون إضافةً إلى المرافق المساندة الأخرى وربطها بوحدات ومرافق مشروع قافكو-5 وبالمنشآت والمرافق الأخرى الموجودة بالشركة للوصول إلى أقصى درجات الاستفادة من موارد الشركة وتحقيق المرونة في العمليات الإنتاجية، فضلا عن الربط الكامل لمصنع قافكو-6 بمصنعي الأمونيا ومصنع اليوريا ومصنع اليوريا فورمالدهايد بمشروع قافكو-5. وقد تم التوقيع على عقد الأعمال الهندسية وتوريد معدات مشروع قافكو-6 في أواخر العام 2009 مع ائتلاف بقيادة شركة سايبم الإيطالية وهيونداي للهندسة والإنشاءات الكورية الجنوبية. وبموجب عقد إنشاء المشروع أصبح الائتلاف المكون من شركتي سايبم الإيطالية وشركة هيونداي للهندسة والإنشاءات الكورية، هو المقاول الرئيسي للمشروع بينما شارك عدد من شركات المقاولات الوطنية والأجنبية كمقاول من الباطن في تنفيذ المشروع ومرافقه المختلفة. واعتبر سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة خلال عرض لفيلم وثائقي يؤرخ لمراحل تشييد مشروع قافكو-6، أن هذا الأخير الذي ينضم اليوم إلى قافكو-5، مثال مشرف للاستمرارية والاستقرار اللذين أديا إلى توسع قافكو ثماني مرات خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، مما جعل الشركة لاعباً أساسياً في السوق العالمية للأسمدة. وقال سعادة الدكتور السادة إن قافكو وبتطبيق أحدث التقنيات، انطلقت من بداية متواضعة وتطورت بثبات عبر السنين لتصبح أكبر منتج لليوريا والأمونيا في العالم من موقع إنتاج واحد. وأوضح ان هذا التحول البناء الذي نراه اليوم في قطر، تحقق من خلال توفر الإدارة الاقتصادية السليمة والاستغلال الأمثل والمسؤول لموارد البلاد الضخمة من الثروات الهايدروكربونية، وبفضل توجيه القيادة القطرية ما هيأ لقطر "أن تصبح بلداً مزدهراً ينبض بالرخاء والتقدم وينعم بالرفاهية، ويركز بوجه خاص على التطور الإنساني والاجتماعي والاقتصادي والبيئي". وفي حديثه عن أسباب نجاح دولة قطر وتطورها أوضح أن دولة قطر نفذت عدداً من برامج الإصلاح الاقتصادي التي أسهمت في توفير بيئة ممتازة للأعمال التجارية وهيأت مناخاً مناسباً للاستثمار وحفزت الشركات العالمية للمساهمة في مشاريع البلاد الخاصة بالتنمية والتطوير. وأضاف "لقد لعبت مشاريعنا المشتركة دورا أساسيا في هذا النجاح"، مبينا أنه "من أجل تحقيق هذه الأهداف وضعت قطر مشاريع استراتيجية مشتركة وطموحة وذات فائدة مشتركة مع الأطراف الدولية التي تمتلك أحدث التقنيات المتطورة". وأشار سعادته إلى أن قافكو أصبحت شركة رائدة في مجال التنويع الصناعي للاقتصاد القطري، وستواصل القيام بدور فعال في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 في مجالات التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بارساء اقتصاد يتسم بالاكتفاء الذاتي ويعتمد على قدر كاف من المعرفة، مصحوباً بحضور ثقافي وتعليمي وسياسي فعال لدولة قطر في محيطها الإقليمي وعلى نطاق العالم"، مبينا أنها "تسعى حثيثاً لإيجاد فرص التوسع وتنويع المنتجات وتطويرها سواءً في داخل قطر أو خارجها". من جانبه، قال السيد عبد العزيز بن أحمد المالكي رئيس مجلس إدارة قافكو إنّ افتتاح مرفق الإنتاج السادس في قافكو، من قبل سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين، في وقت تقترب فيه الشركة من إكمال أربعين عاما منذ أن بدأت الإنتاج، سيدفع قافكو لتصبح أكبر مصدر لليوريا ورابع أكبر منتج لها في العالم. وأضاف أن ذلك يمثل قفزة كبيرة في تطور الشركة وسيساعدها على تعزيز دورها في دفع عملية التطور والنمو الاقتصادي بدولة قطر. وفي حديثه عن أسواق الأسمدة، قال المالكي إن قافكو تقوم بتصدير منتجاتها إلى أكثر من 45 بلداً مما يؤهلها لتصبح إحدى الشركات الكبرى المصدرة للأسمدة الكيماوية في العالم. وأكد أن مستقبل قافكو وخططها لن تتوقف عند هذا الإنجاز الذي تكلل اليوم بافتتاح مشروع التوسعة قافكو-6، إذ رسمت خططاً ووضعت استراتيجيات طموحة ستجعلها تتمكن من تبوؤ مركز الريادة في الأسواق بفضل تشجيع ودعم الفريق العامل في الشركة وإدارتها وقطر للبترول والشركاء. من جهته قال السيد خليفة عبد الله السويدي نائب رئيس مجلس إدارة قافكو ورئيسها التنفيذي إن افتتاح قافكو-6 سيجعل قافكو تستحوذ على 15 في المائة من اليوريا المتداولة في أسواق العالم، مما يجعلها أكبر منتج في العالم للأمونيا واليوريا، وبذلك ستحقق الشركة هدفاً ظلت تسعى إليه بثقة واجتهاد منذ زمن طويل. وأضاف أن جودة منتجات قافكو والموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتمتع به الشركة وكفاءة مرافقها اللوجستية والثقة بمصداقيتها في توفير المنتجات هي بعض العوامل التي أدت إلى تطوّرها وجعلتها أكبر منتج ومصدر للأمونيا واليوريا في العالم، حيث سيزيد مشروع قافكو-6 من تعزيز مكانتها العالمية. وفي تعليق له على حجم إنتاج قافكو الحالي قال السيد خليفة السويدي "بعد افتتاح مشروع قافكو-6 ستنتج قافكو 5.6 مليون طن متري من اليوريا، أي حوالي 17 ألف طن متري يومياً، وهذا يعني إمكانية شحن أكثر من 45 ألف طن متري من اليوريا من مرفأ قافكو خلال كل ثلاثة أيام".