نيمبي ـ وكالات
تومض طبقة من الزيت بألوان قوس قزح من على مسافة مئات الأمتار في غابة على أطراف منطقة مستنقعات في نيجيريا حول خط أنابيب نيمبي التابع لشركة رويال داتش شل. وتقول شل إن السبب في هذه الكارثة البيئية هو مستوى غير مسبوق من سرقات النفط التي تستهدف خط الأنابيب الذي يضخ 150 الف برميل يوميا إلى ساحل المحيط الأطلسي. ونيمبي من أهم مسارات النفط في نيجيريا واكبر منتج للنفط في افريقيا لكنها أيضا هدف متكرر للعصابات الاجرامية التي تسرق الخام من خط الأنابيب لتبيعه للاسواق العالمية او المصافي المحلية. وهذا الأسبوع أعلنت "شل" حالة القوة القاهرة في إمدادات خام بوني النيجيري الخفيف وهددت بإغلاق خط الأنابيب تماما بعد أن هاجمه اللصوص الشهر الماضي. والأثر البيئي لهذه الممارسة مدمر على مجتمع الصيد الذي يعيش حول خط الأنابيب قرب مستنقعات دلتا النيجر. وكانت عقود من التسرب النفطي بسبب السرقات وسوء الإدارة البيئية لشركات النفط الكبرى قد أدت إلى تدهور الوضع البيئي في المنطقة. وقال ديفيد كوسيبر الذي كان يعمل صيادا حتى نفق كل السمك واصبح الآن يستخدم زورقه في نقل الناس: أسلوب الحياة الذي عرفته وأنا صغير عندما كنا نأكل السمك الطازج من الماء مباشرة قد انتهى تماما. واضاف: العاملون بالنفط تسببوا في نقص الأسماك وأصبح علينا شراؤها مجمدة بعد أن كنا نحصل عليها طازجة. ولم يسمح بالوصول إلى جزء من خط انابيب نيمبي الذي تقول شل إن اللصوص استهدفوه، لكن الاثر المدمر للتسرب النفطي كان ظاهرا فالزراعات بدأت تموت ويسود لونها والأسماك النافقة متناثرة على الشاطىء. وقال كوسيبر: إذا لم تتوخ الحذر يمكن أن يقبضوا عليك، لكنهم أكبر لصوص النفط على الإطلاق، مؤكدا وجهة النظر السائدة بأن بعض افراد الجيش النيجيري بالإضافة إلى بعض الساسة البارزين في الدلتا متورطون في هذه السرقات. وردت السلطات النيجيرية بغضب على إشارات شل هذا الأسبوع إلى أن سرقات النفط زادت عن أي وقت مضى واتهمت الشركة بالفشل في سد فتحات التسريب السابقة. ويقول اللفتنانت كولونيل اونيما نواتشوكوو المتحدث باسم قوات الجيش في الدلتا إن نجاحات إنفاذ القانون منذ بدء حملة على لصوص النفط العام الماضي أدت إلى تراجع السرقات.