غوهانسبرغ ـ عادل سلامه
تراجعت أعداد السياح في شرق وجنوب أفريقيا بسبب مخاوف من التطرف، ما أدى إلى انخفاض مستويات الدخل المحلي وحملات مكافحة الصيد غير المشروع، ما زاد من أعداد الصيادين بطريقة غير مشروعة.
وتتصدر عند زيارة موقع وزارة الخارجية الكينية الخاص بنصائح السفر إلى كينيا، كلمات مثل التطرف والقرصنة والخطف والعنف، ولكن على الرغم من أن هذه النصائح تشير إلى الساحل والحدود الصومالية، إلا أن كينيا تعاني بأكملها بسبب تراجع أعداد السياح البريطانيين بأكثر من الثلث منذ عام 2012، من 185976 إلى 117201 في عام 2014، وفقًا لإحصاءات الحكومة الكينية.
وصرَّح المرشد السياحي لشركة "إكسيدوس" الكينية ومعسكرات "كيشيشي" في كينيا، بول غولدشتاين: "إذا لم يتوجه السياح في رحلات السفاري، إذاً فلا توجد عيون مراقبة على الأرض ولا يتقاضى السكان المحليون رواتبهم، وتنشط أنشطة الصيادين غير الشرعيين".
وأعرب غولدشتاين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عن صدمته لدى رؤية أحد الفيلة ميتًا، وسرقة أنيابه بعد نزعها من قبل الصيادين، في حديقة "ماساي مارا"، وقال: "لم يكن من الممكن تصور حدوث ذلك قبل عام".
وأضاف: "من الصعب إثبات وجود صلة بين انخفاض عدد السياح وارتفاع نسب الصيد غير المشروع؛ ولكن وجود السياح في الحقيقة يساعد في حماية الحياة البرية، وهو الشيء الذي تعلمته دولة زيمبابوي في جنوب أفريقيا بطريقة صعبة عندما انزلقت البلاد إلى الفوضى الاقتصادية بين عامي 2003 إلى 2008 عندما توقف السياح عن الزيارة".
وأكد المرشد السياحي في شركة "إيمفيلو" لرحلات السفاري مارك بوتشر، أنّ نسبة الصيد غير المشروع ارتفعت للحصول على اللحوم والمال، مشيرا إلى أنه شهد الثمن الباهظ الذي تدفعه الحياة البرية.
وأضاف: "عندما يجوع الناس، فلا تقلق بشأن الحفاظ على البيئة، الأمر الذي يختلف في الحياة البرية تمامًا، التي تتعرض لرعاية وعناية ضعيفة من قبل البيروقراطيين الذين لا يملكون أي دوافع للحفاظ على الحياة البرية، كما أنهم معدين بشكل سيء".
وتابع: "عندما أغلقت تنزانيا حدودها مع كينيا بين عامي 1977 و 1983، انخفض زوار محمية سيرينجيتي من سبعين ألف في السنة إلى عشرة آلاف،وأدت الخسارة في الدخل المحلي بسبب تراجع أعداد السياح، إلى تراجع دور دوريات مكافحة الصيد غير المشروع بنسبة 60%، وارتفاع الصيد الجائر بشكل سريع".
واستدرك بوتشر: "اختفى وحيد القرن وتراجعت أعداد الفيلة وارتفع الصيد غير المشروع، وتحدث أشياء مماثلة الآن في شمال موزمبيق، حيث قدرت دراسة مدعومة من الحكومة أن نصف أعداد الفيلة في البلاد تقريبًا ويبلغ عددهم 10 آلاف، قتلوا بصورة غير قانونية في السنوات الخمس الماضية".
وأشار إلى أنَّ رحلات السفاري تراجعت كغيرها من الأنشطة، لافتًا إلى أنَّ حركة الحفاظ على كينيا تبعث أملًا أكثر إشراقا، حيث أصبحت مساحات واسعة من كينيا محمية من قبل ملاك الأراضي الصغيرة، الذين يتعهدون بحماية الأرض لصالح منظمات ومناطق المحافظة المجتمعية، فعلى سبيل المثال تلتزم معسكرات السفاري بدفع مبلغ من المال لملاك الأراضي.
واسترسل: "تخصص المجتمعات أراضي للحياة البرية لأنها تشكل مصالح كبيرة من الناحية المالية؛ لكن في غياب السياح، يستشري خطر الصيادين التي تزداد دوافعهم".
وكشف تقرير صادر من قبل منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة "UNWTO" في آذار/ مارس إلى ندرة البيانات بشأن القيمة الاقتصادية للسياحة والحياة البرية في أفريقيا، حيث جمع البيانات من 48 هيئة حكومية و 145 من منظمي الرحلات السياحية من 31دولة أفريقية، وخلص إلى أن الصيد غير المشروع يهدد الاستدامة على المدى الطويل لقطاع السياحة.
ومع ذلك، فإن 50٪ فقط من المشغلين يمولون مباشرة مبادرات مكافحة الصيد غير المشروع أو ينخرطون في مشاريع الحفاظ على البيئة.
وقال مذيع في قناة "بي بي سي" جوناثان سكوت: "بالطبع يعتبر تشجيع هذه الدول، وعودة أعداد السياح كما كانت في الماضي أمر حيوي، إذا كان العالم جاد في المساعدة على منع الصيد غير المشروع، فنحن بحاجة إلى إثبات ذلك عن طريق الدولارات السياحية".