ظاهرة التشبه لدى الحشرات تعود لملايين السنين

أكد باحثون ألمان أن تشبه الحشرات بألوان النباتات ومحيطها ظاهرة تعود لملايين السنين، موضحين أن عملية التشبه تلك طرأت عليها عدت تغييرات، لكن الأهداف تبقى كما في السابق وهي: حماية النفس، والحصول على الأكل.
توجد في الطبيعة حشرات لا يكاد المرء يراها، إلا بعد تدقيق النظر في مكان وجودها، سواء أكانت على أوراق أشجار أو أغصانها، أو وسط النباتات. فالعديد من الحشرات تنجح في التخفي بسبب قدرتها على التشبه بلون المحيط الذي توجد فيه. ويطلق على هذا هذه العملية بالتمويه أو التشبه.
واكتشف العلماء مؤخراً أن هذا النوع من التمويه أو المحاكاة هو مفهوم أقدم بكثير مما كان يعتقد في السابق. وكان الباحثون البيولوجيين يعتقدون إلى وقت قريب أن التشبه لدى الشبحيات، تطوّر قبل حوالي تسعين مليون سنة بعد ارتفاع عدد النباتات المزهرة. وأكدت مجموعة من الباحثين بجامعة غوتنغن الألمانية في تخصص علم بيولوجيا التطور، أن الشبحيات كانت تلجأ إلى عملية التشبه والتمويه قبل مئة وستة وعشرين مليون سنة على الأقل.
ويوضح الباحث البيولوجي المشرف على البحث جامعة غوتنغن سفين برادلار، الأمر بالقول: "أثناء العصر الطباشيري، أي منذ قبل 126 مليون سنة ،الذي كانت تسود فيه الديناصورات و نباتات السراخس، ونباتات الجنكو وغيرها من ما يسمى عاريات البذور، بما في ذلك الصنوبريات التي كانت منتشرة في عالم النباتات، كانت النباتات المزهرة قليلة، ولم تكن الحشرات تلجأ إلى المحاكاة إلا بعد ازدياد عدد تلك النباتات المزهرة. لكن الحشرات لم تكن تحاكي النباتات المزهرة بل النباتات التي كانت سائدة". وأضاف الباحث الألماني أن "حشرات الشبحيات كانت تتشبه في لونها الخارجي بالنباتات التي تقتات منها، والتي أصبحت الآن هي النباتات المزهرة بدلاً من عاريات البذور في السابق".
وتحاول الحشرات التأقلم مع النباتات والتشبه بألوانها، ولا يقتصر الأمر فقط على الرغبة في حماية نفسها من الأعداء بل أيضاً رغبة في إسقاط الحشرات الأخر في فخها، كما تفعل حشرة السرعوف". ولا يستبعد الباحث الألماني أن تكون تقنية التشبه والمحاكاة لدى الحشرات أقدم بكثير مما هو معروف اليوم.