واشنطن ـ العرب اليوم
أظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة "كارنت بايولوجي" أن قردة بونوبو، أقرب الحيوانات إلى البشر، تبدي اهتماما أكبر بالأفراد ذوي الشخصية المهيمنة منهم إلى الكائنات اللطيفة.
فقد فوجئ الباحثون بهذه الملاحظات لأن قرد بونوبو الذي يعرف بعدائية أقل مقارنة مع الشمبانزي، يصنف على أنه حيوان مسالم ومتعاون في الإجمال.
ولفت هؤلاء إلى أن هذه الدراسة تعزز فكرة أن الميل إلى تفادي الأفراد العدائيين الذين يسيئون معاملة الآخرين هو من السلوكيات التي تميز البشر عن الأجناس الأخرى.
وحتى اعتبارا من سن ثلاثة أشهر، يظهر الكائن البشري قدرة على التمييز بين الأشخاص اللطفاء وغيرهم من "الأشرار" ويفضّل التعامل مع الأفراد الذين يبدون استعدادا لمساعدة الغير وفق ما بينت دراسات سابقة.
ولتحديد ما اذا كان قرد بونوبو يتشارك هذه السمات الاجتماعية عينها، أجرى علماء من جامعة ديوك في ولاية كارولاينا الشمالية سلسلة تجارب على حيوانات بالغة من هذه الفصيلة في محمية لولا يا في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وعرض هؤلاء خصوصا على 24 قردا من فصيلة بونوبو رسوما متحركة يحاول فيها أحد الشخصيات بصعوبة تسلق جبل. بعدها يأتي شخصان يحاول أحدهما مساعدته فيما يدفع الآخر لحمله إلى التراجع.
ووضع الباحثون بعدها قطعة تفاح تحت رسم يمثل كلا من الشخصيتين لمعرفة الجهة التي سيقصدها قردة بونوبو أولا.
وفي تجربة أخرى، يظهر تسجيل مصور شخصا يرمي دبا من القماش إلى مسافة بعيدة قبل التوجه لاسترجاعه. ويأتي شخص آخر لإعادة اللعبة اليه غير أن فردا ثالثا يستولي عليها.
الخيار هنا أمام قردة بونوبو يكمن في قبول قطعة التفاح من السارق أم من الشخص الصالح.
وخلافا للبشر، توجهت هذه القردة دائما إلى الأفراد العدائيين.
وبرأي العلماء، يمكن لقردة بونوبو أن ترى في السلوك العدائي مؤشرا إلى موقع اجتماعي مهم وهي تسعى تاليا إلى الوقوف إلى جانب الأفراد المهيمنين.
وأكد الباحثون أن "من المفيد" أن يكون لهذه الحيوانات "حلفاء أقوياء".