قرود الكابوشي

كشف الباحثون، أن قرود الكابوشي والتي تعد من أذكى الحيوانات، استطاعت تعلم طريقة فعالة لفتح فواكه أشجار بنما، التي تبطن من الداخل بالشعر اللاذع، عن طريق الملاحظة والخبرة الفردية، بالإضافة إلى استخدام أنيابهم.

وأضاف الباحثون أن هذا النوع من التعلم القائم على الملاحظة والتجربة الذاتية يمكن أن تستخدمه الحيوانات للتكيف مع الظروف المتغيرة بسرعة، على سبيل المثال تغير المناخ، ووجدت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، في مدينة دافيس، أنه على الرغم من أن قرود الكابوشي البرية يتعلمون المهارات بسهولة من بعضهم البعض، الا أن التعلم الاجتماعي يكون مدفوعًا بتعلم مهارة جديدة ومفيدة للتكيف مع التغيرات الجديدة.

ووفقًا للباحثين، أنها أول ظاهرة للتعلم الاجتماعي للحيوانات البرية - ويمكن أن يقود الباحثين إلى معرفة كيف يمكن للحيوانات التكيف مع ظروف التغير السريع مثل تغير المناخ أو إعادة إدخال أنواع جديدة من الحيوانات في البيئات الخاضعة للرقابة في ظروف محددة، "ما هي الآليات النفسية التي  تستخدمها هذه الحيوانات للتعلم؟"، وللمساعدة في الإجابة على هذه الأسئلة، درس الباحث باريت، مجموعة من قرود الكابوشي في محمية لوماس دي باربودال البيولوجية، شمال غرب كوستاريكا التي كانت جزءًا من دراسة استمرت 27 عامًا من قبل أستاذة الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة كاليفورنيا الدكتور سوزان بيري.

ويقول باريت إن قرود الكابوشي مثيرة للاهتمام لأن لديها سلوكيات اجتماعية متطورة، كما أن علاقاتها المتطورة مع بعضها البعض معروفة، وأضاف: "إنهم يستكشفون عالمهم، ويحصدون الطعام منه، وهذا يقودهم إلى إيجاد طرق جديدة لفتح حصاد الفواكه والبذور التي يصعب الوصول إليها، وعلى نحو غير عادي بالنسبة للقردة، ستسمح حيوانات الكابوشي للقرود الأخرى أن يراقبونهم عندما يفتحون الفاكهة"، ودرس باريت وغيره من الباحثين استراتيجيات التعلم عند القردة من خلال مراقبة كيفية تعلمهم لفتح ثمار أشجار بنما.

وأوضح باريت أن المكسرات الصالحة للأكل داخل الفاكهة الكبيرة محمية جيدًا، من قبل غطاء صلب بداخله مجموعة من الإفرازات وينتشر بالداخل الشعر لاذع، وأضاف أن بعض القرود تستطيع فتح الفاكهة بطريقتهم الخاصة، مما يجعل من الصعب معرفة كيفية تعلم القرود هذه التقنية، وبدلًا من ذلك، كان الباحثون محظوظين بما فيه الكفاية للعثور على مجموعة من القرود انفصلت عن مجموعة أكبر في عام 2003، وانتقلت إلى منطقة لا يوجد بها أشجار بنما.

وفي حين أن بعض الحيوانات الكبيرة  لديها خبرة في فتح الفاكهة بطرق مختلفة، والبعض الآخر لم يكن لديهم خبرة على الإطلاق، وبعد مراقبة هذه المجموعة، وجد الباحثون أن معظم القرود اعتمدت على التقنية الأكثر فعالية لفتح الفاكهة، وكانت التقنية الأكثر فعالية هي شق الفاكهة باستخدام أنيابهم - والتي انتشترت من خلال المجموعة بعد عرضها من قبل قرد بالغ.

وادت هذه الطريقة لفتح الفاكهة وتجنب الشعر اللاذع داخلها، وقال باريت: "وجدنا أن التقنية الأكثر كفاءة يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة من خلال المجموعة، في أقل من أسبوعين"، وتابع: "حتى القرود الأكبر سنًا التي كانت تتقن تقنية فتح واحدة ستكتسب آخرى أكثر كفاءة من خلال مشاهدة الآخرين".

ووجد الباحثون أن القرود تستخدم مزيجًا من التعلم عن طريق الملاحظة والخبرة الفردية لمعرفة كيفية فتح الفاكهة، في حين أن القرود الأكبر سنًا تميل إلى الاعتماد على تجربتهم الخاصة، وأظهر الأصغر سنًا المزيد من الاهتمام لكيفية فتح الحيوانات الأخرى الفاكهة، واستقرت بعض القردة على أسلوبها الخاص، حتى لو لم تكن فعالة، لكنها كانت لا تزال تسترشد من خلال خيارات مختلفة من مشاهدة القرود الأخرى.

وتظهر الدراسة أن التقنية الأكثر كفاءة قد تكون أكثر انتشارًا في الحيوانات البرية مما كان يعتقد سابقًا، إن فهم كيفية تعلم الحيوانات للمهارات يمكن أن يكون مهمًا عند النظر في كيفية إعادة إدخال الحيوانات التي تربى إلى البرية، أو نقل الحيوانات من بيئتها إلى موطن جديد.