يوجد نوعان من النمل يعيشان في أميركا الجنوبية وتحرص الولايات المتحدة على الا ينتشرا فيها بوصفهما كائنات غير مرغوبة ويتقاتل هذان النوعان بضراوة للاستحواذ على الغذاء واماكن المعيشة في جنوب شرق الولايات المتحدة. هناك النمل المجنون وهو القادم الجديد في هذه المعركة ويتقاتل بشراسة مع نمل النار الا ان العلماء في جامعة تكساس وضعوا ايديهم على اسباب هذا التناحر. وقالت دراسة نشرت نتائجها في دورية (ساينس) يوم الخميس إن النمل المجنون يحظى بقدرة نادرة على ابطال مفعول سموم نمل النار اذ يطلق سموما مضادة خاصة به تلتصق باجسام الحشرة بعد تعرضها لسموم نمل النار لينجح في حماية نفسه من شرور عدوه. وتمثل هذه المنظومة الدفاعية الكيمائية تعديلا في قواعد لعبة سباق التسلح بين هذين النوعين من الحشرات. وقال اد ليبرون الخبير في الانواع الحشرية المفترسة بجامعة تكساس في مكالمة هاتفية "ربما يكون هذا هو السبب الرئيسي وراء انتشار النمل المجنون محل نمل النار في المناطق التي يغزوها الاخير." ويعيش النوعان في شمال الارجنتين وباراجواي وجنوب البرازيل ويعتقد العلماء ان النمل المجنون طور دفاعاته هناك منذ زمن طويل. وحتى يتمكن العلماء على اكمل وجه من قياس ورصد كيفية عمل حمض النمليك قاموا باستخدام طلاء الاظافر لاغلاق غدد النمل المجنون ووضعوه في انابيب اختبار مع نمل النار. ودون الاستعانة بالدفاعات الكيميائية تعرض 48 في المئة من النمل المجنون المصاب بسموم نمل النار للنفوق وحين اعيد فتح غدد النمل المجنون نجا 98 في المئة منه. وقال ليبرون إنه ما لم يحدث تطور مفاجيء فان النمل المجنون سيحل محل نمل النار في معظم ارجاء جنوب شرق الولايات المتحدة ليصبح النوع الجديد المهيمين بيئيا.