موسكو ـ سانا
يهتم علماء الاحياء منذ زمن، ببنية وشكل جسم اليعسوب وقدراته المتميزة. فلليعسوب ستة ارجل ولكن ليست جميعها للحركة. وعيونه تتكون من 30 ألف سُطيح دقيق، وهي ترى الاشعة فوق البنفسجية. كما لا توجد في جهازه العصبي المراكز الحسية الضرورية للتعرف على الروائح. ولكن البحث الاخير اثبت أنه دون النظر الى هذا الامر يملك اليعسوب حاسة شم متميزة. يملك الانسان والكائنات الراقية مستقبلات حسية عديدة للتفريق بين الروائح. هذه المستقبلات تشعر عقدة عصبية معينة في الدماغ بوجود الرائحة المعينة في الهواء. تتعرف هذه العقد على الرائحة وتبلغ الدماغ بها. كان يعتقد ان هذه العقد هي العنصر الاساسي في منظومة حاسة الشم، وإن عدم وجودها لدى اليعسوب، يعني فقدان حاسة الشم لديه. اجرت الخبيرة في علن اللافقريات، مانويلا ريبورا من جامعة بيروجا وفريقها العلمي دراسة مفصلة لهوائيات اليعسوب باستخدام مجهر اليكتروني، وانتبهوا الى وجود درنات صغيرة جدا تشبه مستقبلات حاسة الشم. وجه العلماء روائح مختلفة الى هذه الدرنات، وسجلوا ردود الفعل التي ترسلها. ولمعرفة ما اذا كان اليعسوب يستخدمها، صنع العلماء ممرا وضعوا في احدى نهايتيه خلف ستارة حريرية مجموعة من ذباب الفواكه، التي يتغذى عليها اليعسوب، واطلقوا اليعسوب من النهاية الثانية، أي لم يكن بإمكان اليعسوب رؤية مجموعة الذباب، ولكن بإمكانه الاحساس بوجودها عن طريق رائحتها المنتشرة في تيار الهواء. اثبتت هذه التجربة ان اليعسوب يمكنه التوجه الى المكان الموجود فيه الذباب دون خطأ. ولكن هل يمكن لليعسوب التفريق بين الروائح المختلفة، أم ان حاسة الشم لديه تتعرف على روائح معينة فقط؟ هذا ما ينوي العلماء دراسته في المستقبل.